أحيت الجامعة العربية الأمريكية ذكرى النكبة ال 75 بفعاليات مختلفة، بدأت بندوة سياسية، وتخللها وقفة تضامنية ومهرجان خطابي ومعرض صور، وإنزال العلم الفلسطيني.
شارك فيها عضو منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل أبو يوسف، ومحافظ محافظة جنين اللواء أكرم الرجوب، وممثل رئيس الجامعة نائبه للشؤون الأكاديمية الدكتور مؤيد أبو صاع، ونواب الرئيس ومساعديه وعمداء الكليات وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية والطلبة ومجلس اتحاد الطلبة.
وانطلقت فعاليات ذكرى النكبة بندوة سياسية تحت عنوان "النكبة اليوم"، أدارها أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأستاذ الدكتور أيمن يوسف، تحدث فيها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، حيث أكد على أهمية فعاليات ذكرى النكبة التي حدثت في مناطق مختلفة من الضفة وفي الخارج، مشيرا إلى أن العالم أحيى الذكرى لهذا العام مقارنة بالأعوام السابقة حتى وصلت إلى مقرات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، مما يشير على الاعتراف الدولي بالنكبة وأن الاحتلال لا مكان له في دولتنا الفلسطينية.
وتطرق إلى خطاب رئيس دولة فلسطين فخامة الرئيس محمود عباس "أبو مازن" في الأمم المتحدة، والذي حمل رسائل عدة منها ضرورة فرض العقوبات على دولة الاحتلال، والاعتراف بالقرارات الأممية 181، 194 وتنفيذها على أرض الواقع، وختم حديثه قائلا، "هناك ثلاث آليات يجب العمل بها من أجل صون القضية الفلسطينية، منها التأكيد على الوحدة الوطنية ولحمتها لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية، ومطلوب من الدول العربية التي وقعت اتفاقيات التطبيع مع دولة الاحتلال أن تراجع موقفها وتتراجع عنها، والعمل على آليات حقيقية جادة لفرض العقوبات على دولة الاحتلال وخاصة على جرائمها التي ارتكبتها منذ عام 1948، وآخرها كان اليوم عندما أعدمت ثلاثة شبان في محافظة نابلس.
بدوره، تطرق أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية الدكتور جمال حنايشة، إلى القراءة السياسية والتاريخية للنكبة، وأشار إلى أن بداية الصراع كانت منذ الحملة الموسوية عام 2270 قبل الميلاد عندما كانوا يستندون إلى الرواية الدينية والتاريخية، وأن لهم الحق في فلسطين، بينما الرواية السياسية، كما أوضح، بدأت عامي 1948 و1967 عندما أثبتوا للعالم أنهم على حق في حروبهم من أجل إقامة دولتهم، ووقف إلى جانبهم الخطاب السياسي الغربي الذي أكد على حقهم في الدفاع.
وأضاف الدكتور حنايشة، يتغيب لدينا الخطاب الفلسطيني أو الرواية الفلسطينية والتي تكاد معدومة، وهذا الأمر خطير، لأنه من دون الرواية الفلسطينية لا نستطيع إثبات حقنا في الأرض والمقدسات.
وختم حديثه قائلا، "النكبة يمكن اختصارها بالعبارات التالية، أنها ليست حدثا تاريخيا فقط وتعيش في ذاكرتنا بل هي وقائع عملية راهنة، وأن النكبة لم تتوقف يوما واحدا بل هي عملية تاريخية متطورة ومستمرة"، مؤكدا أن الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني يجهل ما حدث عام 1948 وما نتج عنها من أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية، والمطلوب فلسطينيا، كما قال حنايشة، إعادة صياغة الرواية الفلسطينية والحفاظ عليها، والحفاظ على الوحدة الفلسطينية الفلسطينية.
من جهته، قال محافظ جنين اللواء أكرم الرجوب أن ما يحصل في فلسطين منذ النكبة ولغاية اللحظة هي مؤامرة عالمية على القضية الفلسطينية مرت في محطات عدة، وعليه يجب علينا نحن أبناء الشعب الفلسطيني أن نكون قارئين للتاريخ، مؤكدا على أهمية صياغة الرواية الفلسطينية الصحيحة لنقنع العالم بحقنا في تقرير المصير وحق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية، مشيرا إلى أن ما حصل في الأمم المتحدة من إحياء ذكرى النكبة في أروقتها إنما يؤكد على اعتراف دولي بالنكبة وعدم شرعية الاحتلال، ومن هنا، علينا نحن الفلسطينيين أن نكمل المسير بإعادة اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية، وتوحيد جهود الشعب الفلسطيني، وتوحيد شطري الوطن، وإنهاء الانقسام، كما أكد على ضرورة إعادة النظر في لغتنا الدبلوماسية والحوار الدولي في نقل الرسالة الفلسطينية، وأن يكون خطابنا موحدا أمام العالم.
تلا الندوة السياسية، وقفة في إحدى ساحات الجامعة تخللها مهرجان خطابي، افتتحه ممثل رئيس الجامعة نائبه للشؤون الأكاديمية الدكتور مؤيد أبو صاع، حيث رحب بالحضور، ونقل تحيات رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور علي زيدان أبو زهري، وقال، نحيي ذكرى النكبة في سنتها ال75 كجزء من رسالة الجامعة ورؤيتها الوطنية وتفاعلها الإيجابي مع كل المناسبات الوطنية وعلى رأسها النكبة وما حل بالشعب الفلسطيني من تهجير وتشريد وقتل وتهويد".
وأضاف قائلا، "ما يميز الذكرى هذا العام أن لجنة الأمم المتحدة قامت بعقد احتفالية هذا العام بالتنسيق مع شعبة حقوق الفلسطينيين في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام، وهذا يعد مكسبا سياسيا ودبلوماسيا للفلسطينيين ولقضيتهم في المحافل الدولية، ودحض للرواية الصهيونية التي ما فتئت تقول، أن فلسطين هي أرض الميعاد وأن هذه الأرض لشعب الله المختار، بينما كل الدلائل والحقائق تشير إلى أن فلسطين سكنها الفلسطينيون، من أيام الكنعانيين حتى اليوم وأنها عصية على الغزاة والمستعمرين".
وفي كلمة مجلس اتحاد الطلبة ألقاها رئيسها عدي كميل، الذي أعلن أن حركة الشبيبة الطلابية ومجلس اتحاد الطلبة عن التزامهم بكل أشكال النضال حتى تحقيق المطالب العادلة وحرية فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ودعا الطلبة إلى تسخير طاقاتهم الشبابية والمعرفة العلمية لتغيير الواقع وبناء مستقبل أفضل لشعبنا، ودعاهم إلى حمل الأمل في القلوب لإيمان الجميع بقوة الشباب في صناعة التغيير الحقيقي.
بدوره، قال محافظ جنين اللواء أكرم الرجوب أن فلسطين مغروسة بعقول الأجيال، ويفندون المقولة الصهيونية أن الصغار ينسون بموت كبارهم، وأصبحت القضية الفلسطينية تعشعش في قلوب وعقول كل الأجيال الفلسطينية، وكانوا يتوقعون أن يؤثروا على الأجيال الفلسطينية لكنهم استفاقوا أن كل الأجيال ما زالت تتمسك بالقضة حتى زوال الاحتلال.
وتخللت الفعاليات إنزال العلم الفلسطيني من إحدى أبنية الجامعة، بالإضافة إلى تقديم جوقة الجامعة عددا من الأغاني الوطنية.
