اختتمت "كلية الإعلام الحديث" بالجامعة العربية الأمريكية في رام الله وبالتعاون مع معهد الجزيرة للإعلام/ مبادرة سفراء الجزيرة دورة تدريبية مجانية بعنوان "تغطية العملية الانتخابية" بمشاركة 18 صحفيا عاملا من مختلف وسائل الإعلام الفلسطينية.
حاضر في التدريب، الذي استمر ثلاثة أيام، كل من الإعلامي وليد العمري، مدير مكتب شبكة الجزيرة الإخبارية في فلسطين، والأستاذ أحمد أبو حمد من معهد الجزيرة للإعلام، والأستاذ سعيد أبو معلا من كلية الإعلام الحديث في الجامعة.
وتناول الإعلامي أبو حمد أسباب صعوبة تغطية الانتخابات، ودور الصحفي المهني في عملية التغطية، وطبيعة العلاقة ما بين الانتخابات والصحافة الحرة. كما تحدث عن المعايير الدولية للانتخابات، والقوانين والتشريعات المرتبطة بالانتخابات، والأسئلة التي يجب ان تطرح عند التعامل مع التشريعات المختلفة.
وناقش أبو حمد مع المتدربين الأمور التي يحتاج الصحفي إلى معرفتها أثناء تغطيته للانتخابات مثل الطبيعة السياسية للبلد، الأحزاب المتنافسة، خلفيات المترشحين، وبرامجهم الانتخابية. الخ. كما تطرق إلى حقوق الصحفيين المتمثلة بحق الحصول على المعلومات ومتابعة كل تفاصيل العملية الانتخابية، والأمور التي يفترض بالصحفي متابعتها قبل وأثناء وبعد العملية الانتخابية.
وتحدث وليد العمري عن خصوصية الحالة الفلسطينية، إذ وصفها بـ"المعقدة"، نتيجة حالة الانقسام السياسي، حيث تعقد الانتخابات في ثلاث مناطق مختلفة إداريا وهي الضفة وغزة والقدس، وهو ما يجعل التغطية الإعلامية للانتخابات صعبة.
وحذر العمري، الصحفيين المشاركين، من ظاهرة استغلال القوائم الانتخابية للصحفيين، ومن تنامي ظاهرة نشر الشائعات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ومن نشر الاستطلاعات الانتخابية التي لا تعكس الواقع السياسي، وطالب الصحفيين بالابتعاد عن النصوص الإنشائية والتعامل المهني مع التسريبات التي لا تخدم إلا مصلحة من قام بتسريبها.
وطالب الصحفيين أن يكون عملهم وفق محددات تتمثل بامتلاك المعلومات الصحيحة، ونشر هذه المعلومات، وأن يكون النقل من جهات رسمية ممثلة باللجنة المركزية للانتخابات.
وتابع العمري: "على الصحفيين امتلاك كل ما يجعل من تغطيتهم مهنية، وهذا يتطلب منهم معرفة القوائم الانتخابية المترشحة، ونسبة الحسم في الانتخابات، وعدد السكان ونسبة عدد الناخبين".
ورأي العمري أن التغطية الصحفية المهنية تقوم على معادلة مكونة من أربعة أسس وهي: حق الجمهور بالمعرفة، وحرية التعبير المصونة لجميع المواطنين، ويقابلها تمسك السلطة بمبدأين: كرامة المواطنين، والأمن القومي للبلد، معتبرا أن هذه الأسس تظلل عمل الصحفي وتؤثر فيه.
بدوره تحدث سعيد أبو معلا عن ثالوث الانتخابات والشبكات الاجتماعية والصحفيين، وعن المعادلة الحرجة بين الصحافة والمواقع الاجتماعية المتشكلة بفعل التطور الهائل في تكنولوجيا الاتصال الذي عمل على محـو الخط الفاصـل بـين الاتصـال الشـخصي والاتصـال الجماهيري، والاتصال العام والخاص وهو امر يؤثر على التغطية الصحفية المهنية.
وتطرق أبو معلا إلى ظهور شرعات ومدونات سلوك للصحفيين بهدف ضمان تصرفهم المهني والسليم على الشبكات الاجتماعية والتي تهدف إلى ضمان احترام الواجبات الصحافية التقليدية.
ورأي أبو معلا أن الصحفي مطالب بأن يكون واعيا تماما عندما ينشر على صفحته على الشبكات بإنه يمتلك بطاقة صحفية مهنية وبالتالي هو صحفي قبل أن يكون صاحب صفحة خاصة، وبالتالي هو مطالب بضمان سيادة عدم الاستعجال في نشر خبر ما، مراعاة التدقيق والتحقق من المصادر.
وأضاف على الصحفيين تجنب الإفصاح عن أي أراء سياسية في إطار وظيفتهم وتحديدا خلال فترة الانتخابات.
ويذكر أن التدريب استمر ثلاثة أيام من خلال تطبيق زووم، وفي نهاية الدورة منح المشاركين شهادات معتمدة من معهد الجزيرة للإعلام والجامعة العربية الأمريكية.