قال وزير الثقافة الدكتور إيهاب بسيسو، "تعد الجامعة العربية الأمريكية من المعالم الأكاديمية التي أصبح لها اسمها وبصمتها في الحياة الأكاديمية والثقافية والعلمية في فلسطين، ووجود الجامعة في فلسطين مفخرة للفلسطينيين".
جانب من زيارة وزير الثقافة الدكتور إيهاب بسيسو للجامعة
جاء ذلك، خلال زيارة حرم الجامعة العربية الأمريكية في مدينة رام الله، حيث تم استضافته في محاضرة نظمها مركز السياسات ودراسات حل الصراع في الجامعة، استهدفت طلبة برامج الماجستير، كانت بعنوان، "دور الثقافة في تعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية"، وكان في استقباله رئيس مجلس إدارة الجامعة الدكتور يوسف عصفور، ورئيس الجامعة الأستاذ الدكتور علي زيدان أبو زهري، والمستشار الأكاديمي لمجلس الإدارة رئيس الجامعة المؤسس الأستاذ الدكتور وليد ديب، ونائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والمالية الأستاذ فالح أبو عرة.
وقال الدكتور بسيسو، "نقدر كافة الجهود التي بذلت وتبذل من أجل أن تكون الجامعة بمثابة صرح وطني يجمع في ثناياه كل مفردات الانتماء الفلسطيني، في الروح، والفكرة، والحاضر، والمستقبل، وأيضا يجمع في ثناياه التكامل في الدور بين القطاع الخاص والتوجه العام، وأيضا ماله علاقة بالعمل الأكاديمي والطلبة".
بدوره، رحب رئيس مجلس الإدارة الدكتور يوسف عصفور بوزير الثقافة، وأكد أن الجامعة تسعى دائما إلى التطوير من أجل النهوض بالعملية التعليمية، والمساهمة في تطوير الأداء الأكاديمي في فلسطين.
من جانبه، قدم رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور علي زيدان أبو زهري شرحا وافيا عن الجامعة وتأسيسها ونشأتها وما تقدمه من برامج أكاديمية في درجتي البكالوريوس والماجستير، متطرقا إلى المشاريع التطويرية التي تقوم بها الجامعة.
تلا اللقاء، استضافة وزير الثقافة في المحاضرة التي افتتحتها الدكتورة ناهد حبيب الله الأستاذ المحاضر في برنامج حل الصراعات والتنمية في كلية الدراسات العليا في الجامعة.
وقدم الدكتور بسيسو تعريفات متعددة للمفهوم الثقافي، وفرَق بين الثقافة من جهة والهوية من جهة أخرى، كما ميز بين الثقافة كفعل يومي لشعب ما أو جماعة ما، حيث يمتزج التاريخ بالجغرافيا، وتطرق إلى أدوات تعزيز الثقافة مثل المسرح والأغنية والرواية والأدب والشعر الوطني، وتناول تاريخ تطور الثقافة الوطنية وأبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مشيرا إلى أنه لا يمكن تخيل ثقافة وطنية من دون هوية وطنية، لا سيما أن الفلسطيني مازال يناضل من أجل الوصول إلى الدولة والاستقلال والحريات الوطنية.
وركز في محاضرته على فكرة أن الثقافة هي عمل مقاوم لا سيما في ضوء عدم الوصول إلى الدولة المستقلة، وأن الثقافة بشكل أو بآخر تسهم في أنسنة المقاومة، لأن كل مرحلة من مراحل النضال ترتبط بموازين قوى خاصة بها، وأن الفلسطيني نجح في ترتيب أوضاعه السياسية والمعيشية بناء على هذه المراحل المختلفة.
وأكد الدكتور بسيسو على ضرورة إنتاج الثقافة على المستوى المحلي، لأنه بذلك يعزز الرواية الوطنية في زمن العولمة، وأوضح من أجل خلق حالة ثقافية حقيقية في فلسطين يتطلب جهود متكاملة وخطة استراتيجية شاملة، يشترك في وضعها، وزارات مختلفة، كالثقافة، والتربية والتعليم، والشباب والرياضة، إضافة إلى منظمات المجتمع الدولي، والمنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص، والجامعات وغير ذلك من المتغيرات الأخرى.
وفي نهاية المحاضرة، استمع وزير الثقافة الدكتور إيهاب بسيسو لمجموعة من الأسئلة والملاحظات والاستفسارات التي قدمها طلبة الدراسات العليا، وقد أجاب على اغلبها بإسهاب وروية وتحليل معمق.
وتخلل الزيارة جولة قام بها وزير الثقافة الى مرافق حرم الجامعة العربية الامريكية في رام الله والعيادات والمراكز الطبية، كما اطلع على عمل مركز السياسات ودراسات حل الصراع في الجامعة.
