الجامعة العربية الأمريكية – فلسطين
مركز السياسات ودراسات حل الصراع
المؤتمر السنوي لعام 2021
عصر الشعبوية
موعد المؤتمر: 22 و 24 تشرين الأول
نحن الشعب .......
يتجلى في الكلمتين (نحن الشعب) جوهر العصر الحديث، حيث لم يعد يُنظر إلى عامة الشعب في هذا العصر على أنهم رعايا تحت سيادة حاكم، ولكن باعتبارهم قوة تحكمهم سلطة شرعية منتخبة من قبلهم وهي موجودة لتلبي احتياجات "اغلبية" مواطني الدولة الحديثة.
منذ بداية عصر الحداثة، تمت دراسة الجماعية التي تأتي بأشكال مختلفة ومن زوايا مختلفة ومن وجهات نظر مختلفة، وتم الاعتراف بها كقوة لديها القدرة على التأثير على البيئة السياسية.
وفي عام 1895، كتب غوستاف لوبون كتابه "الحشد: سيكولوجية الجماهير" وهو دراسة عن علم النفس الاجتماعي للجمهور يؤكد فيه أن هذا العصر الحديث هو "عصر الحشد". يحذر لوبون في كتابه من تصرفات الجماهير، ويجادل بأن الأفراد يفقدون تفكيرهم المثقف، والعقلاني ويتصرفون مثل البرابرة.
وفي نفس السياق، حذر ألكسيس دي توكفيل من خلال كتابه "الديموقراطية في أمريكا" من "استبداد الأغلبية" والتهديد الذي قد تسببه هذه الأغلبية للطبيعة الديموقراطية للدولة، في حال استخدموا أصواتهم في تعميق التمييز وحرمان الأقليات من حقوقهم.
ما قد يُنظر إليه على أنه خطأ في النظام الديموقراطي نراه واضحا من خلال أعمال كارل شميت (2004) الذي ابدى عدم قناعته بنظام يسمح لـ 51% (الأغلبية) تحديد مصير الـ 49% الأخرى من السكان.
اليوم، ومع ظهور المشاعر الشعبوية، سواء في دول العالم "النامي" أو في "الغرب"، دفع الباحثون إلى إعادة النظر في مفهوم الشعبوية بهدف تطوير إطار نظري لفهم "عامة الشعب" كمفهوم اجتماعي. كيف نميز وهل يجب أن نميز بين حركة شعبوية تهدف الى التحرر من قيود الاستبداد والعبودية، وبين حركة شعبوية تهدف إلى السيطرة والإقصاء؟.
في البلدان النامية، تسعى الحركات الشعبوية كما في حال الربيع العربي إلى قلب الأنظمة الحاكمة. انظمة يعتبرها مواطنوها أنظمة عفا عليها الزمن، وسلطوية، وغير ديموقراطية، يتصرف الجمهور في هذه الحالة ضد الحزب الحاكم ونتيجة لذلك فإن الثمن الذي يدفعونه مقابل المعارضة باهظ في كثير من الحالات.
من ناحية اخرى، ظهرت الحركات الشعبوية الجديدة والناشئة في الغرب نتيجة ظهور قادة شعبويون يستفيدون من الدوافع غير العقلانية التي تبنى على الخوف من الآخر، والإقصاء، والعنصرية، والانعزالية، في هذه الحالة، يتم تشجيع ودعم تلك المشاعرالعنصرية الموجودة في كل مجتمع من قبل قائد أو زعيم مقبل يغذي "الغوغاء" بمثل هذه المشاعر. نتيجة لذلك، شهد الغرب تصاعدًا في القادة الشعبويين الذين تدعمهم وتمكنهم قاعدتهم الشعبية.
إن الميل نحو الانسحاب من المجتمع العالمي والنظر إلى الآخر بعين الريبة والازدراء ينبغي دراسته فيه في ضوء عصر العولمة الذي يحركه اقتصاد السوق العالمي والذي يوضح حدة التفاوت الاقتصادي بين الاغنياء والفقراء.
وفي ضوء انتشار الحركات والنظم الشعبوية ينظم مركز السياسات ودراسات حل الصراع في الجامعة العربية الامريكية مؤتمره السنوي في محاولة لفهم " الشعبوية " في سياق تطورات العصر الحالي.
نظراً للظروف التي يمر بها العالم بسبب وباء كورونا سيتم عقد المؤتمر الكترونيا ( اون لاين) .