fbpx مركز السياسات ودراسات حل الصراع في الجامعة ينظم ندوة حول تسارع التطبيع العربي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي | الجامعة العربية الأمريكية
معلومات التواصل للدعم الفني ومساعدة الطلبة ... إضغط هنا

مركز السياسات ودراسات حل الصراع في الجامعة ينظم ندوة حول تسارع التطبيع العربي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي

الثلاثاء, سبتمبر 1, 2020

نظم مركز السياسات ودراسات حل الصراع بالجامعة العربية الأمريكية ندوة، عبر تقنية زووم، بعنوان "تسارع التطبيع العربي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي"، من حيث أسبابه وتداعياته على القضية الفلسطينية.

المشاركون في الندوة عبر تقنية ZOOM

شارك في الندوة كلا من، الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية المدير التنفيذي للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في باريس المحاضر في جامعة باريس الأولى الدكتور سلام الكواكبي، ومؤسس ومدير عام مركز القدس للدراسات السياسية في عمان وبيروت، كاتب عمود في جريدة الدستور الأردنية الأستاذ عريب الرنتاوي، ورئيس قسم العلوم السياسية السابق بجامعة الكويت مدير برنامج الدراسات العليا في العلوم السياسية مؤسس ورئيس سابق لوحدة الدراسات الأمريكية بجامعة الكويت الأستاذ الدكتور عبد الله خليفة الشايجي.

وناقش المشاركون في الندوة، التطور الملحوظ في العلاقات العربية الإسرائيلية التي تحولت من التطبيع السري إلى التطبيع العلني، إضافة إلى اتساع هذا التوجه لدى بعض الفئات المجتمعية والنخب السياسية ليشمل بعض القطاعات الثقافية، والسياسية، والاقتصادية، في ظل انحسار الدعم العربي والدولي للقضية الفلسطينية.

افتتحت الندوة مديرة مركز السياسات ودراسات حل الصراع في الجامعة الأستاذة رولا شهوان بكلمة أكدت فيها، على أهمية هذه الندوة التي ستسلط الضوء على التطبيع، من حيث الأسباب والنتائج وتوسيع الفهم العربي والفلسطيني، وأشارت إلى أن هذه الندوة تندرج في إطار أنشطة المركز الذي يسعى ليكون منصة فلسطينية وعربية للآراء الحرة والناقدة في العديد من القضايا الفلسطينية، والعربية، والعالمية، ومحاكاة التحديات التي تمر بها القضية الفلسطينية على كافة الأصعدة.

وأدارت الندوة عضو هيئة التدريس في كلية الدراسات العليا في الجامعة العربية الأمريكية، وعضو مجلس إدارة المركز الدكتورة دلال عريقات، والتي رحبت بدورها بالمشاركين، وطرحت عدة أسئلة على المتحدثين للإجابة عليها، موضحة، أن هدف الندوة تناول موضوع التطبيع بشكل عام وعدم الوقوف عند حالات فردية، وقالت، "نحن نشهد اليوم حالة إزالة للحواجز النفسية بين العديد من البلدان التي بدأت بإقامة علاقات مع إسرائيل من دون الاتفاق على الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف حسب القانون الدولي".

وأضافت قائلة، "أننا نشهد ترويجاً لما يطلق عليه "النظرة للمستقبل" بعيداً عن تاريخ الصراع، حيث تتبنى الدول استراتيجيات لخدمة مصالحها، مستندة للفكر البراغماتي، بينما الاستراتيجية الفلسطينية ما زالت متمسكة بالدبلوماسية، والشرعية، والقانون الدولي".    

بدوره، قال الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية والمدير التنفيذي للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في باريس، والمحاضر في جامعة باريس الأولى، الدكتور سلام الكواكبي، "أن الدول العربية التي أقامت علاقات تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي سعت الى تشويه وتكريه الشعوب العربية بالقضية الفلسطينية، وشيطنتها، وفشلت تماما في تطبيع الذهنية الوطنية الشعبية مع رغبتها في قبول المستعمر والمحتل الإسرائيلي"، وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية لاعب أساسي في قضية التطبيع العربي الإسرائيلي، ونجحت في ذلك، بسبب غياب النظام العربي الفاعل الذي لم يكن يوما عند التوقعات المطلوبة، ولم يكن حاضرا في أي جبهة أو قضية عربية اقتصادية أو سياسية أو غيرها.

وأشار الدكتور الكواكبي، أن هناك بعض الأنظمة العربية قد سعت لفصل القضية الفلسطينية عن القضايا العربية الداخلية، وهذا يدل على أن التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، الذي وقع مؤخرا من خلال اتفاقية سلام بين الجانبين، يدخل ضمن ذهنية الثورة المضادة، لأن إسرائيل لا تريد أن تكون محاطة بدول ديمقراطية، والتغيير الديمقراطي في الدول العربية الذي يعبر عن إرادة ورغبة الشعوب ليس من مصلحة إسرائيل أبدا، وأوضح أن الأنظمة العربية التي دعمت الثورات لم يكن ذلك حباً بالثورات العربية، بل لتحويلها إلى ثورات عنيفة، لتكريه الشعوب العربية بالثورات، وترسيخ في أذهانهم أن الأنظمة الاستبدادية الحالية هي الحل الوحيد والأنسب في حكم الدول العربية والشعوب، وتعزيز دورها الاستبدادي كما حدث في سوريا.

من جهته، تطرق مؤسس ومدير عام مركز القدس للدراسات السياسية في عمان وبيروت، وكاتب عمود في جريدة الدستور الأردنية الأستاذ عريب الرنتاوي، إلى التطبيع العربي الإسرائيلي، حيث قال،" إن التطبيع الحاصل في الوقت الحالي يختلف عن التطبيع السابق، والذي اقتصر على  ما يسمى بدول الطوق، والتي كانت منخرطة في الحرب العربية الإسرائيلية ولها أراضٍ محتلة، ووقعت اتفاقيات سلام مع إسرائيل كما حصل مع الأردن، ومصر، والسلطة الفلسطينية، أما الآن فالتطبيع يأتي من دول الإسناد كما كانت تسمى دول بعيدة عن إسرائيل، كما حصل مع الإمارات".

 وأضاف، "أننا أمام تحالف استراتيجي أكبر من التطبيع، فهناك أنظمة تهرول للتطبيع مع إسرائيل لأنها أنظمة لم تأت من خلال صناديق الاقتراع، وليست شرعية، وتبحث عن شرعية من خلال علاقاتها مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لحماية نفسها من الثورات الشعبية ، وتأكيد بقائها في حكم البلاد"، وتابع يقول، "هناك بعض الدول التي خاضت حروبا، كما حدث في اليمن، وتريد شبكة أمان لمواصلة حروبها، ولا تجدها في النظام العربي المتهالك، لذلك تهرول نحو إسرائيل لتكون جسرا مع الولايات المتحدة الأمريكية لحمايتها"، موضحا، أن هناك أنظمة قمعية واستبداديه تخشى على مستقبلها فتبحث عن علاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة لترسيخ وجودها، واستمرار أنظمتها في الحكم، وهناك أنظمة خائفة من جيرانها وتعتقد أنها إن قفزت نحو إسرائيل سيشكل لها حمايه من جيرانها العرب كما في بعض النماذج في مجلس التعاون الخليجي.

وتابع الأستاذ الرنتاوي حديثه قائلا، "إن هذا التحالف الاستراتيجي العربي هو قائم بالأساس على مواصلة قمع الشعوب، ومن السذاجة، الاعتقاد أن إسرائيل يمكن أن تخوض حروبا لحماية العرب من إيران، والتحالف الحالي بين إسرائيل وبعض الدول العربية هو تحالف أمني  يهدف للاستفادة من إمكانيات إسرائيل الاستخبارية والعسكرية  لقمع المعارضين، واستهدافهم، وقتلهم، وتركيع الشعوب العربية"، وأوضح، إن المطلوب فلسطينيا هو مشروع تحرري ديمقراطي وربطه بالمشاريع التحررية والديمقراطية العربية التي يمكن أن تلقى صدى دولي ضد العنصرية والتطرف واستعادة الحقوق.

وحول مقاومة التطبيع تحدث رئيس قسم العلوم السياسية السابق بجامعة الكويت، ومدير برنامج الدراسات العليا في العلوم السياسية، ومؤسس ورئيس سابق لوحدة الدراسات الأمريكية بجامعة الكويت الأستاذ الدكتور عبد الله خليفة الشايجي ، حيث قال، "إن دولة الكويت تفتخر بأنها اول دولة أنشأت مجلس مقاومة التطبيق مع الاحتلال الإسرائيلي في عام 1995"، وأوضح أن نبض الشارع العربي من المحيط إلى الخليج يعتبر أن إسرائيل دولة دخيلة، واستعمارية، وكيان صهيوني سعت لتقسيم العرب، وأن النفس العروبي والإسلامي يرى أن إسرائيل وجدت بسبب بريطانيا التي نحن ندفع ثمن سياساتها بالعالم العربي من وعد بلفور إلى اتفاقية سايس بيكو.

وأضاف قائلا، "إن مقاومة التطبيع هو شأن كل مواطن عربي وإسلامي كما يحدث في مواقع  التواصل الاجتماعي، حيث لاحظنا مؤخرا وجود تفاعل كبير مع ترند  بعنوان "التطبيع خيانة"، وبالتالي فإنه بالمجمل جميع الشعوب العربية والإسلامية متفقة على أن التطبيع مع الكيان الصهيوني هو خيانة للقضية الفلسطينية وخيانة للمبادئ العربية، ولكن للأسف هناك عرب قلة أصبحوا يروجون للتطبيع على أنه أمر واقعي ولا مفر منه، ويكرسون سردية أن إسرائيل دولة طبيعية في المنطقة، وأن الفلسطينيين هم من يجب أن يدافعوا عن قضيتهم، وأن القضية شأن فلسطيني داخلي فقط، ويسخرون من الدول التي ترفض التطبيع كما يحدث مع دولة الكويت التي ترفض التطبيع مع الاحتلال وتقاوم هذا التطبيع"، وتابع قائلا، " للأسف وصلنا إلى هذه السردية الانهزامية التي تحاول تبرير التطبيع بالتعاون الصحي والتكنولوجي والاستفادة من خبرات إسرائيل علميا واقتصاديا".

وأوضح الأستاذ الدكتور الشايجي إن المد الشعبي العربي هو مقاوم بفطرته وهو الحصن القوي الذي سيبقى دوما رافضا للتطبيع مع الاحتلال، والأنظمة عليها أن تدرك ذلك وتقرأ ذلك، وأن تعلم أن التطبيع مع إسرائيل هو خطيئة، ولن يجر عليها سوى الويلات ونقمات الشعوب، لأنه تطبيع مجاني وهروب من القضية الفلسطينية التي تعتبر قضية وجدانية في عقول وقلوب الشعوب العربية.

في نهاية الندوة شكرت الدكتورة دلال عريقات مديرة الندوة المتحدثين والمشاركين، وختمت قائلة، "إن فلسطين ماضية في مشروعها التحرري، وأنها تراهن دوما على الشعب الفلسطيني الصامد على أرضه والذي استطاع على مر التاريخ الوقوف في وجه الاحتلال وصد كل المحاولات لأنها القضية الفلسطينية".

يشار إلى أن عددا من المهتمين وطلبة وأكاديميين من داخل فلسطين وخارجها شاركوا في الندوة التي استمرت على مدار ساعتين، وفتح باب النقاش والأسئلة لهم والتي تركزت حول الخطوات المطلوبة فلسطينياً وعربياً لمواجهة تسارع التطبيع العربي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

المشاركون في الندوة عبر تقنية ZOOM