قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور محمود أبو مويس، ممثلا عن رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس "أبو مازن"، "الجامعة العربية الأمريكية بتوجهها نحو الحداثة والعصرية والرقمية والتقنية والأبحاث الهادفة والشراكات الدولية، إنما تضع نفسها ضمن الجامعات العالمية المرموقة، وهي من تميّز إلى تميّز في التصنيفات والجوائز، وحضور بارز في قواعد البيانات الدولية المرموقة".
جاء ذلك خلال احتفال الجامعة العربية الأمريكية، تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس أبو مازن، بافتتاح المجمع الطبي التأهيلي الجامعي، الفريد من نوعه على مستوى فلسطين، بالإضافة إلى افتتاح مبنى كلية الطب الحديث، ومصنع الأطراف الصناعية، الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط.
حضر الافتتاح رئيس مجلس إدارة الجامعة العربية الأمريكية المؤسس الدكتور يوسف عصفور، ورئيس الجامعة الأستاذ الدكتور علي زيدان أبو زهري، وأعضاء مجلسي الأمناء وإدارة الجامعة، ومستشار مجلس الإدارة الرئيس المؤسس الأستاذ الدكتور وليد ديب، ومستشار مجلس إدارة الجامعة لشؤون التخطيط والتطوير الدكتور عدلي صالح، ومستشار رئيس الجامعة لشؤون كلية الطب الدكتور مالك زبن، وعمداء كليات الجامعة، وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية، وطلبة الجامعة، وممثلي المؤسسات الطبية والصحية والأمنية والحكومية والخاصة والأهلية.
كلمة راعي الحفل
وفي كلمته ممثلاً عن رئيس دولة فلسطين محمود عباس، قال أبو مويس "أنقل لكم تحيّات ومباركة راعي المسيرة وصاحب الحكمة والبصيرة سيادة الرئيس محمود عباس الذي يهتم بالجامعات والطلبة، فهم الأمل والمستقبل، وكذلك أنقل لكم مباركة رئيس الوزراء الأمين دولة الدكتور محمد اشتية، والذي يسره رؤية هذا الإنجاز الأكاديمي العلمي والعملي، ويفتخر بتطوّر وتقدّم كافة مؤسسات التعليم العالي في فلسطين".
وأعلن وزير "التعليم العالي" عن تخصيص الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام يوماً علمياً للتأهيل، تشرف عليه الوزارة تحت عنوان "فلسطين الابتسامة والأمل"، وتقدّم فيه كافة مراكز التأهيل قصص نجاح لرسم الابتسامة على وجه المتعافين وذوي الاحتياجات الخاصة، إضافةً لتقديم الأبحاث المنشورة والمقالات المنثورة وبراءات الاختراع.
وقال الوزير: "يسرني أن أشارككم هذا اليوم المميز لأشاهد بأم عيني محطة من محطات تقدّم هذه الجامعة وازدهارها، مثنياً على حداثة المركز الطبي وعصريته وثنائيته وتقنيته، وتلبيته حاجة المتعافين وذوي الاحتياجات الخاصة وزراعة الأمل فيهم، وهو مركز يتفق ومتطلبات سوق العمل وينسجم مع الأولويات الوطنية واستراتيجية التعليم العالي.
وأضاف أبو مويس قائلا: "إننا نحتفل هذا اليوم بهذا الإنتاج العلمي والاحتراف التقني والكفاءة الدولية، وهو جهد من جهود الوفاء لشهدائنا وأسرانا وجرحانا وعلى نهجهم نسير نحو لب العقل ومقلة العين فلسطين الحبيبة"، متابعاً "عاشت أيادي رجال فلسطين البيضاء وإدارة وأسرة الجامعة الذين أقاموا هذا الصرح ليكون قلعة علم وانطلاق للإنتاج والبحث العلمي، بحيث سيجد الباحثون والمبدعون هذا المركز ميداناً خصباً للريادة والإبداع والابتكار".
وتابع أبو مويس قائلا: "فلسطين غالية والوصول إلى التحرّر والاستقلال يتطلب جهداً من الجميع؛ كلٌ في موقعه، فنحن بحاجة إلى أمن فاعل وقضاء عادل، واقتصاد عاقل، وصحة وتعليم، فالعقل السليم في الجسم السليم، ونحتاج إلى امرأة ريادية، وتألق رياضة وفنون تترجم الرواية والسيادة".
كلمة رئيس الجامعة
وفي كلمته الترحيبية، أكد رئيس الجامعة العربية الأمريكية الأستاذ الدكتور علي زيدان أبو زهري، ان افتتاح المجمع الطبي التأهيلي الجامعي في الجامعة العربية الأمريكية حدث استثنائي، ويأتي من باب المسؤولية الاجتماعية والأكاديمية والصحية تجاه مجتمعنا المحلي، مشيرا إلى أنه منذ انطلاقة الجامعة وهي تولي اهتماماً كبيراً للمجال الصحي والتخصصات الطبية بشكلٍ عام، فكانت انطلاقتها متزامنة مع انطلاق العمل والتدريس في كلية طب الأسنان التي أصبحت اليوم الأكثر تميزا في المنطقة بعد حصولها على الاعتراف الدولي Adee Leader، بالإضافة إلى كلية التمريض وكلية العلوم الطبية المساندة بأقسامها المتنوعة وكلية الصيدلة وكلية الطب البشري.
وأوضح أن المجمع الطبي التأهيلي يقدم خدمات إعادة التأهيل من خلال استخدام أكثر تقنيات علاج التأهيل الطبي تطورا في العالم، وباستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية، بإشراف مختصين وأكاديميين وخبراء في هذا المجال، مشيرا إلى أن المجمع الطبي يحتوي على مركز العلاج الطبيعي الذي سيقدم خدمات التأهيل للأطفال، والتأهيل الفيزيائي للكبار، بالإضافة إلى قسم العلاج المائي، ومركزاً للعلاج الوظيفي الذي يشمل عدة أقسام وهي قسم تأهيل الأطفال، الذي يقدم خدمات الـتأهيل لتحسين نوعية حياة الأطفال وأسرهم، وقسم التأهيل الجسدي للبالغين حيث يقدم خدمات إعادة التأهيل للأشخاص الذين يتعافون من الإصابة، أو الأمراض المختلفة، وقسم تأهيل إصابات اليد والأطراف العلوية لتحسين الاستخدام الوظيفي لليد والذراع، وقسم التأهيل النفسي والذي يقدم خدمات التقييم والعلاج والمتابعة لحالات الاكتئاب، والقلق بأنواعه، والاضطرابات المختلفة.
وأضاف قائلا، "كما يحتوي مركز العلاج الوظيفي على أحدث الأجهزة التكنولوجية المساعدة للمرضى وطرق التدريب على استخدامها، لمساعدة للمرضى على الاستقلالية في مهارات الحياة اليومية، وهناك قسم الجبائر يعمل على تصنيع الجبائر الثابتة والمتحركة، بتقنيات حديثة، وقسم تأهيل مهارات الحياة اليومية والذي يقوم على تدريب المرضى وتعزيز مهاراتهم في الحياة اليومية في سكن صُمم بشكل شامل".
ولم يتوقف الأمر هنا، بل يضم المجمع، كما يشير رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أبو زهري، إلى مركز مختص في تشخيص وعلاج اضطرابات النطق واللغة والسمع، ويعتبر الأول من نوعه في فلسطين، حيث يقدم خدمات التقييم والعلاج لمرضى اضطرابات النطق واللغة، وضعف السمع، من خلال استخدام أحدث الاختبارات وباستخدام الأجهزة التقنية الحديثة.
وأوضح أن أكثر ما يميز هذا المجمع احتوائه على مركز ومصنع الأطراف الصناعية والأجهزة المساعدة، الذي يعتبر الأكبر والأحدث في المنطقة، مجهزاً بأحدث التقنيات والأجهزة ذات التكنولوجيا العالية المطابقة لمواصفات المنظمة العالمية للأطراف الصناعية (ISPO)، ويقدم المصنع الخدمات الرئيسية من خلال أقسامه الثلاثة: قسم التشخيص والفحص، وقسم تصنيع الأطراف والأجهزة المساعدة وقسم التأهيل، هذا بالإضافة إلى مجموعة من المراكز المساندة، أبرزها قسم التحاليل الطبية الذي يشمل كافة الفحوصات الطبية الروتينية، وفحص الدم الشامل، والفحوصات السريرية والجرثومية، وقسم التصوير الطبي، ومركز إنعاش القلب المرخص رسمياً من جمعية القلب الأمريكية، بالإضافة إلى احتواء المجمع على مجموعة من العيادات التخصصية الخارجية.
وأكد أن المجمع الطبي بأقسامه ومراكزه سيحقق الهدف النبيل الذي قام من أجله، وسيقدم خدمات جلية لمجتمعنا الفلسطيني وبالأخص في منطقة شمال الضفة الغربية، موجها الشكر الى كل من ساهم في انشاء هذا المجمع الطبي.
كلمة رئيس مجلس إدارة الجامعة
من جهته، رئيس مجلس إدارة الجامعة المؤسس الدكتور يوسف عصفور أشار أن الجامعة تسجل إنجازا جديدا ضمن إنجازات حققتها على مدار اثنان وعشرون عاما، موضحا أنه ما ترونه هو تحقيق لجزء من حلم راودنا قبل حوالي 30 عاما عندما قررنا أن تكون هناك جامعة في فلسطين يشار إليها بالبنان.
وقال، "إن جامعتنا بدأت صغيرة جذورها في جنين وامتدت لتظلل أجزاء أخرى من الوطن، وأثمرت في كل مدينة وقرية في فلسطين التاريخية، والآن أصبحت جامعتنا متميزة أكاديميا، وعلى كافة المستويات، والآن تشاهدونها جامعة تتميز في خدمة المجتمع بمراكز فريدة من نوعها وجودتها".
وأوضح، أن الجامعة واجهت العديد من العقبات، وإصرار مجلس إدارة الجامعة كان لا حدود له، وتجاوزنا كافة المعيقات ورفضنا الهزيمة أو التراجع، وكان همنا الأول والأخير هو تطور الجامعة وتطويرها، لتصل إلى ما نصبو إليه، موجها الشكر لكل من ساهم في بناء هذا الصرح العظيم وتحقيق الإنجازات.
كلمة محافظ جنين
من جهته، أشاد محافظ جنين اللواء أكرم الرجوب بما تنجزه الجامعة العربية الامريكية، لنحتفل اليوم بإنجاز جديد وهذا ليس غريبا عليها، مشيرا إلى أن أهم أهداف وجود الجامعات الفلسطينية هي خدمة المجتمع، وافتتاح هذا المجمع الطبي إنما هي رسالة ترسلها الجامعة العربية الأمريكية تضم الوفاء والالتزام، في خدمة المجتمع المحلي بتقنيات ومواصفات دولية، مؤكدا على ضرورة الوقوف الى جانب الجامعة والسير معا لإيصال الرسالة النبيلة.
قصص نجاح
على هامش الجلسة الافتتاحية تم عرض قصص نجاح لمريضين قدم لهما العلاج في مراكز المجمع الطبي في الجامعة، من بين هذه القصص الطفلة شفاء، التي تمكنت من النطق بعد رحلة عذاب لعلاجها، حيث سرد والداها أن الطفلة توجهت للعديد من المراكز الطبية والصحية في الضفة والخارج لكن دون جدوى، وعند توجهها إلى مركز النطق والسمع في الجامعة وبعد جلسات قليلة تمكن الصوت من الخروج وبعدها تمكنت من النطق والحديث.
كذلك الحال بالشاب العشريني، يزيد الذي أصيب بشلل في جسده جراء سقوطه من ارتفاع 20 متر، بالرغم من عدم الأمل في شفائه كما قال له أطباء من مراكز ومشافي متعددة في الضفة، وعند تلقيه العلاج في مركز ي العلاج الطبيعي والوظيفي في الجامعة العربية الأمريكية تمكن يزيد من المشي.
جولة في المجمع الطبي
تلا حفل الافتتاح، جولة في المجمع الطبي التأهيلي الجامعة، تضمنت، مركزي العلاج الطبيعي والوظيفي، مركز تشخيص وعلاج اضطرابات النطق واللغة والسمع، مركز ومصنع الأطراف الصناعية والأجهزة المساعدة، والعيادات التخصصية الخارجية، والمراكز المساندة من قسم التحاليل وقسم التصوير الطبي والاشعة ومركز إنعاش القلب.
