fbpx الجامعة تناقش تطورات ما بعد الربيع العربي | الجامعة العربية الأمريكية
معلومات التواصل للدعم الفني ومساعدة الطلبة ... إضغط هنا

الجامعة تناقش تطورات ما بعد الربيع العربي

الاثنين, فبراير 25, 2013
نظمت الجامعة العربية الامريكية بالتعاون مع مركز آدم لحوار الحضارات حلقة نقاش تحت عنوان ما بعد الربيع العربي ، بهدف إلقاء الضوء حول تطورات الربيع العربي وأبعاده على القضية الفلسطينية، وحقوق الإنسان، والمسيحيون العرب.




وشارك في حلقة النقاش، رئيس دائرة العالم المسيحي في مفوضية العلاقات الخارجية لحركة فتح الأب مانويل مسلم، ومن شبكة المنظمات الأهلية الدكتور علام جرار، ومدير مركز القدس للمساعدة القانونية عصام العاروري، ورئيس قسم اللغة العربية والإعلام الدكتور عماد ابو الحسن.




وحضر حلقة النقاش مجموعة من أعضاء الهيئة التدريسية، وطلبة الجامعة، كما أدارها مدير البرامج في مركز آدم لحوار الحضارات عبد الله محمود، والذي أكد على ان حلقة النقاش هذه جاءت لتسليط الضوء على آثار الثورات العربية على القضية الفلسطينية ودورها في حماية حقوق الإنسان والمساواة بين مكونات الشعب الواحد.




وبدأت حلقة النقاش بكلمة ألقاها رئيس دائرة العالم المسيحي في مفوضية العلاقات الخارجية لحركة فتح الأب مانويل مسلم حول واقع المسيحيون العرب والربيع العربي، أكد خلالها ان المسحيين ليسوا فئة دينية بل هم مكون أساسي من مكونات الشعب الفلسطيني، يشتركون مع المسلمين في الحقوق والواجبات  ذاتها، وأوضح ان المسيحيين لا ينتظرون حماية أمريكا وروسيا والفاتيكان، لان حمايتهم مستمدة من شعبهم الفلسطيني لأنهم جزء من هذا الشعب يدافعون عن مشروعه التحرري في وجه الاحتلال والمؤامرات الخارجية التي تحاول النيل من إرادة وتطلعات الفلسطينيين.




وأشار الى ان المسيحيين هم اول من نادى بالربيع العربي عندما طالبوا بالوحدة العربية، والحقوق الاجتماعية، والعدالة والكرامة الإنسانية، والدولة الديمقراطية المدنية، وأضاف: ان المسحيين اليوم يتمنوا ان يكمل الربيع العربي طريقه، وان لا ينحرف عن مساره الحقيقي ليتحول الى ربيع تتحكم فيه فئة دينية معينة، لان جميع الشعوب تطمح لدولة يتساوى فيها موطنيها بالحقوق والواجبات الاجتماعية والمدنية، وان تكون لغة الحوار هي السمة التي تميزهم وتساعدهم في النهوض بأوطانهم .




واختتم الأب مسلم حديثة بالتأكيد على ان المسحيين جزء لا يتجزأ من الصراع العربي الإسرائيلي ويتطلعون لربيع عربي يساوي بين المواطن المسلم والمسيحي، لأنهم يحملون الثقافة العربية، والهوية القومية، وينتمون الى الحضارة الفلسطينية، ويتشاركون مع مسلمي فلسطين في هذا البلد، وليس لهم أي علاقة بأمريكا وأوروبا ومخططاتهم ومؤامراتهم.  




وحول أبعاد الربيع العربي على القضية الفلسطينية أكد ممثل شبكة المنظمات الأهلية الدكتور علام على ان الربيع العربي جاء على خلفية أزمة الشرعية للأنظمة العربية التي قمعت المواطنين، وانتهكت كرامتهم، وجعلتهم يعيشون في أوضاع اقتصادية واجتماعية غاية في السوء، اضافة الى العامل الفلسطيني الموجود في الوعي السيكولوجي العربي وشعور الشعوب بالهزيمة والتقصير تجاه فلسطين.




وأوضح ان الآثار السلبية للثورات العربية تمثلت في إهمال أجندة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتراجع وسائل الدعم بكافة أشكاله، وضعف التضامن الشعبي العربي بسبب انشغالهم بالثورات ومشاكلهم الداخلية، اضافة الى وجود بعض الأجندات والمقايضات الخارجية التي تحاول تحييد القضية الفلسطينية عما يجري في العالم العربي من تغيير.




وحول النتائج الايجابية والآثار التي انعكست على القضية الفلسطينية، أشار الدكتور جرار الى ان الثورات العربية وعلى المدى البعيد ستؤسس لديمقراطيات في العالم العربي، من شأنها ان تطلق عمليات تنمية اجتماعية واقتصادية شاملة، وتدحض الرواية الإسرائيلية بان إسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط والذي حتما سينعكس على القضية الفلسطينية بشكل ايجابي، اضافة الى ان المسار الجديد ربما سيشكل حالة من الردع بوجه إسرائيل.




كما حذر من استغلال إسرائيل انشغال العالم والشعوب العربية بالثورات والتغيير، لإنهاء المشروع الفلسطيني التحرري من خلال تسريع وتيرة مصادرة الأراضي والاستيطان عليها، وتهويد القدس وطرد الفلسطينيين منها، وعزلنا في كانتونات عنصرية.




وأشار مدير مركز القدس للمساعدة القانونية عصام العاروري في مداخلته عن حقوق الإنسان ما بعد الربيع العربي، الى ان هناك مرحلة هيأت لحدوث الثورات العربية وامتدت من عام 1900 الى عام 2003 ، واتسمت بانهيار النظام العربي واحتلال العراق للكويت، ونشأة انقسامات وتحالفات عربية عالمية، وما تلا ذلك من احتلال أمريكي للعراق وإعدام الرئيس صدام حسين، ونشوء جمهوريات وراثية كما حدث في سوريا، والتحضير للتوريث في اليمن ومصر وليبيا، اضافة الى الأنظمة الدكتاتورية وما خلفته من استبداد واضطهاد، وإقامة بعض الحكومات العربية لاتفاقيات سلام مع إسرائيل إرضاء لأمريكا وللاحتماء لخوفها من شعوبها.




وأضاف، ان الربيع العربي هو تعبير حقيقي عن حالة رفض المهانة والذل من خلال رفع شعار الشعب يريد استعادة ما سرق منه من حقوق وحرية وعدالة اجتماعية ، وان المبادرين لإشعال هذه الثورات لم تكن أحزاب المعارضة، بل كانت بمساعي من حركات شبابية تشكلت وبلورت رؤيتها للتغيير عبر مواقع التواصل الاجتماعي.




وبين أهمية ان ينطلق بناء الدولة في دول الربيع العربي ليس فقط من خلال صناديق الاقتراع والتي تعتبر وسيلة للديمقراطية وليس بالضرورة تحقيقا لها، بل ان يكون هناك عقد اجتماعي بين الحاكم والشعب ينطلق من مبدأ المساواة والعدالة الاجتماعية، وعدم التوريث والمحاسبة، وان يكون الدستور هو المنظم الحقيقي لحياة الشعب والضامن والحامي لحقوقهم، والمدافع عن قضاياهم العدالة والمأمن لاحتياجاتهم.




وفي مداخلته أكد رئيس قسم اللغة العربية والإعلام الدكتور عماد ابو الحسن، ان الثورات العربية قد قدمت درسا عظيما للفلسطينيين مفاده ان الشعب يستطيع التغيير وان الفصائل الفلسطينية التي غيبت الشعب واختزلته في أجهزتها وتنظيماتها أضعفت قضية فلسطين وكفاح شعبها في سبيل الحرية والعدالة والمساواة والعيش بكرامة.




وأوضح ان المؤشرات تؤكد ان على الفلسطينيين ان يدركوا ان التغيير العربي خطوة هامة في مسيرة تحريرهم، ويفتح الباب لإحداث التغيير السياسي في ساحتهم، خاصة في ظل حالة التعنت الإسرائيلي وفشل المفاوضات، والانقسام الداخلي والفساد السائد.




واختتم حديثة بالقول ان المرحلة المقبلة ستشهد مشاركة نوعية لجيل الشباب الفلسطيني الذي ستقع على عاتقه مسؤولية وضع القضية الفلسطينية في طريق التجديد والانبعاث، كونه من اهم المكونات التي استطاعت ان تفهم معنى التطورات العربية الجارية والتأثر بجوانبها الايجابية، والقادر على ترجمة سياسة وطنية تخرج التنظيمات من مأزق زجت نفسها فيه.




وخلال النقاش طرحت العديد من الاستفسارات من قبل الطلبة الحضور حول المواضيع المطروحة ركزت في مجملها حول أراء المؤيدين والمعارضين للثورات العربية وقدرتها على إحداث التغيير المطلوب في العالم العربي.