fbpx الجامعة تنظم ندوة علمية بعنوان مكانة القدس الشرعية والقانونية | الجامعة العربية الأمريكية
معلومات التواصل للدعم الفني ومساعدة الطلبة ... إضغط هنا

الجامعة تنظم ندوة علمية بعنوان مكانة القدس الشرعية والقانونية

الاثنين, ديسمبر 8, 2014

نظمت كلية الحقوق في الجامعة العربية الأمريكية ندوة علمية بعنوان مكانة القدس الشرعية والقانونية، استضافت فيها المحاضر في مركز الدراسات والأبحاث الاسلامية المعاصرة في أم الفحم الدكتور رائد فتحي، والباحث في شؤون القدس الأستاذ محمد الجلاد، وحضرها أعضاء من الهيئتين الأكاديمية والادارية وطلبة الجامعة.
وافتتح الندوة رئيس قسم الفقه والقانون في كلية الحقوق الدكتور خير الدين طالب مرحبا بالضيوف والحضور، وقال نظرا لما تتعرض له مدينة القدس من تهويد وانتهاكات يومية من قبل الاحتلال الاسرائيلي، ولأن للقدس مكانة كبيرة في قلوب من أحبها وعشقها ودافع من اجلها، نظمنا هذه الندوة العلمية، وهذا واجب من أجل القدس التي نضحي من أجلها ونقدم لها كل ما نملك ونستطيع، فهي تستحق أكثر من ذلك، ومهما عملنا من اجلها نبقى مقصرين نحوها.
وأضاف نستضيف اليوم باحثان في شؤون القدس، يتحدثان عن مكانة القدس من الناحية الشرعية والقانونية، وكيف يرى بني صهيون بيت المقدس في فكرهم الديني والسياسي.
من جهته شكر المحاضر في مركز الدراسات والابحاث الاسلامية المعاصرة في أم الفحم الدكتور رائد فتحي، الجامعة العربية الامريكية على تنظيم مثل هذه الندوة الهامة، وقال كل حجر وزاوية في القدس تتحدث عن أسرار تاريخية وبطولات ودماء جُبلت بالتراب.
وأشار، ان القدس في الفترة الأخيرة تتعرض لأبشع الانتهاكات الاسرائيلية، في الوقت الذي استسلم الكثيرون وصمتوا عن هذه الانتهاكات، ورأينا اطفال القدس قد انتصروا لهذه المدينة بكل ما يملكون من وسائل بسيطة، وكانوا مع القدس على ميعاد، موجها التحية لأهل القدس واطفالها، وبين ان المقدسيين يدفعون ضريبة الدفاع والإنتماء، فبيوتهم تهدم، وأبناؤهم يُعتقلون، والمسجد الأقصى يتعرض لأكبر مؤامرة شرسة في تاريخه منها الحفريات أسفله والتي كادت ان تصل الى قبة الصخرة المشرفة، والتي يحاول الاحتلال من خلالها ان تفرض واقعا جديدا على المسلمين.
وأضاف، ان إسرائيل العنصرية تمارس شتى أنواع التمييز بمنع المصلين المسلمين من الدخول الى الأقصى والصلاة فيه، حتى النساء منعن من الدخول، مشيدا بوقفتهن المشرفة نصرة للأقصى والتي سيشهد لها التاريخ، واوضح أن الانتهاكات والممارسات العدوانية بحق الأقصى والمدينة المقدسة من قبل الاحتلال سننقلها الى ابنائنا واحفادنا ونقول لهم أن مدينة القدس أُغلقت أبوابها ولم تجد رجالا يدافعون عن كرامتها.
واكد، إن المؤامرة الإسرائيلية على المدينة المقدسة امتدت لتنظيم زيارات لشخصيات صهيونية للأقصى لتقوم بتدنيس ارض، وهذا يعود لثلاث اسباب، أولها أن حكومة الاحتلال المتطرفة تعيش في وهم، ولم تدرس الأحداث بشكل علمي رغم التحذيرات المتكررة من عدم الاقتراب من القدس لأنها قنبلة موقوتة، ولم تهتم للتحذيرات وكان هذا التصعيد، أما السبب الثاني فكان غفلة العرب وقتل الربيع العربي، والثالث هو محاولة الاحتلال فرض واقع جديد في القدس.
وشدد الدكتور فتحي على ان القدس ينبغي ان تكون فوق الخلافات مهما كانت، ويجب ان تكون محل اجماع، والتضحية بالغالي والنفيس من اجلها، لأنها ميراث الانبياء وفيها مقابر المئات من صحابة الرسول، ولن يهدأ للفلسطينيين مسلمين ومسيحيين بال حتى يُرفع علم فلسطين على قبة الصخرة المشرفة ومآذن القدس وكنائسها، وان تكون العاصمة الوحيدة للدولة الفلسطينية، مؤكدا أن الشباب الفلسطيني قادر على تغيير الواقع والمتغيرات ولا يمكن لصانع قرار ان يقفز عن هذا الدور، داعيا أن تكون المدينة المقدسة هي خطاب الشباب الفلسطيني الوحيد والدائم، وان غابت عن ذلك فهذا يعني ان القدس في سبيلها الى الضياع ولا بد من الانتقال الى مرحلة العمل على ارض الواقع من اجل نصرة المدينة المقدسة والاقصى.
وتطرق الى كيف ينظر الفكر الديني الصهيوني لبيت المقدس، مشيرا الى ان مدينة القدس لم تذكر في كتب التوراه القديمة، وان الدعاوى الصهيونية فيما يتعلق بالقدس فيها تضارب وبعيدة عن الحقيقة لعدة اسباب، منها أن لا مكانة للدين في الفكر الصهيوني الذي بالأساس لا يؤمن بالله وفي ذات الوقت يؤمنون أن الله وعدهم بأرض فلسطين، وهذا تضارب غريب، كما أنهم يطرحون في كتبهم ان ابراهيم عليه السلام سكن القدس مع العلم أن الكتب الخمسة الأولى للتوراه في العهد القديم ذكرت القدس بطريقة غير مباشرة في مكانين، منها ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام زار القدس واستقبله احد زعماء يبوس بالخبز والخمر وقيل بالخبز والزيت، مما يؤكد في ذلك على ان ابراهيم عندما جاء الى فلسطين فقد كان كلداني اي عراقي، وما يؤكد ايضا ان سيدنا ابراهيم جاء الى ارض فيها شعب وهم اليبوسيون وكانوا موحدين لله وهذا يدحض قول اليهود انهم جاءوا الى ارض بلا شعب.
من جانبه طرح الباحث في شؤون القدس الأستاذ محمد الجلاد تساؤلا للشباب هل باستطاعتنا مواجهة كيد الاحتلال ومشروعه في تقسيم الاقصى والقدس، واوضح بالاستطاعة والابتعاد عما يردد ويقال، أننا ضعفاء وأن ما يخططه الاحتلال وارد تنفيذه لا محالة، معربا عن استغرابه من المعلومة التي تردد، ان المسجد الاقصى سيُهدم.
واستذكر عدة أحداث حصلت في المدينة المقدسة كأمثلة، على ان الشباب الفلسطيني باستطاعته مواجهة الاحتلال ودحر مخططاته، منها بناء مستشفى المقاصد على جبل الطور المطل على المسجد الاقصى، حيث كان مكانه قبل البناء مدرسة مهجورة، وخطط اليهود لبناء مركز عسكري في المبنى المهجور، الا ان احد المقدسيين خرج بفكرة تحويله الى مشفى، وقوبلت فكرته بالاستهزاء، الا انه بالاصرار استطاع تنفيذ الفكرة، وبالتالي اندحر المشروع الصهيوني بإقامة المركز العسكري، كما استذكر مثالا اخر عند حرق منبر نور الدين زنكي عام 1969، وفي عام 2000 خرجت مبادرة اسلامية  تم الاعلان فيها عن اعادة اعماره، تحت مشروع أمة اسلامية واحدة اشترك فيه المهندسون والحرفيون من دول عربية واسلامية، واستغرقت عملية الإعمار ما يقارب عشر سنوات.
واشاد الجلاد، بقدرة أطفال القدس، والذي أطلق عليهم اسم طيور الأبابيل، على تكبيد دولة الاحتلال خسائر مادية كبيرة بملايين الشواكل، لإلقاءهم الحجارة على القطار الخفيف في المدينة المقدسة، عدا عن تراجع نسبة السياحة مقارنة مع الأعوام السابقة، فهذا الكيان الهش هزم وزعزع امنه واستقراره على ايدي اطفال، مشيرا الى ان الشباب الفلسطيني لديه قدرة كبيرة على تغيير الواقع ومنع تحقيق الاهداف من قبل دولة الاحتلال وقهروا الجيش الذي يقول عن نفسه انه لا يُقهر وصلوا بالمسجد الاقصى.