اتهم العالم الأمريكي ريتشارد ستالمان مؤسس حركة البرمجيات الحرة في العالم، شركات البرمجيات الكبرى باحتكار البرامج المغلقة واستخدامها في التجسس على مستخدميها، وأكد على أن هذه البرامج التي تستخدم في أجهزة الحاسوب والهاتف المحمول والكثير من الأجهزة الأخرى تقوم بدور تجسسي من خلال نقل المعلومات عن مستخدميها دون اخذ الإذن المسبق منهم للتصرف بها، مشيرا إلى أن ذلك يعتبر اعتداء على حرية المستخدمين الشخصية.
جاء ذلك خلال محاضرة حول البرمجيات الحرة نظمتها الجامعة العربية الأمريكية بالتعاون مع مجتمع البرمجيات الحرة الفلسطيني، ومحافظة جنين، وحضرها الدكتور ناصر حمد نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، والدكتور أسامة العمري عميد كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، والدكتور واصل غانم ممثل مجتمع البرمجيات الحرة في فلسطين، والمهندس جمال زكارنة ممثل محافظة جنين، والدكتور بكر عبد الحق رئيس تكنولوجيا المعلومات المحوسبة في جامعة النجاح، وبلال الأشقر من دائرة العلاقات الدولية والعامة، بالإضافة إلى عدد من أساتذة الجامعة وموظفي الدوائر وطلبة التخصص.
وقد أدار المحاضرة الدكتور معاذ صبحه رئيس قسم تكنولوجيا الوسائط المتعددة في الجامعة، والذي رحب بالعالم ستالمان والحضور، وأكد اهتمام الجامعة الكبير بكل ما يتعلق بالبرمجيات وتكنولوجيا المعلومات، والبحث عن كل ما هو جديد في هذه المجالات إدراكا منها لأهميتها في إكساب طلبة الجامعة للعلوم التكنولوجية والتقنية والبرمجية المتقدمة والتي من شانها أن تعزز قدرات الطلبة بعد تخرجهم وتساهم في عملية بناء وتطوير التكنولوجيا والبرمجيات في كافة مجالات استخدامها في فلسطين.
وألقى الدكتور واصل كلمة عرف فيها الحضور بالسيرة الذاتية والعلمية والعملية للعالم ستالمان، وأشار إلى انجازاته على الصعيد العالمي ودوره البارز والمؤثر الذي احدث نقلة نوعية في عالم البرمجيات الحرة وساهم بشكل كبير في تطوير البرمجيات.
وفي بداية المحاضرة عرف العالم ستالمان البرمجيات الحرة، مؤكدا على أنها تختلف عن البرامج مفتوحة المصدر في كونها تتيح المجال لمستخدميها لتعلمها والعمل على تطويرها وتعليمها للآخرين واختيار الطريقة التي يردونها في تشغيلها وعرضها، كذلك تعطي مستخدميها حرية في استخدام أجزاء منها ونقلها للآخرين لاستخدامها في برامج أخرى مختلفة، منوها إلى أن البرمجيات الحرة لا تحكمها المصادر المادية بقدر ما تقدم خدماتها لكل محتاج يريد تعلمها واستخدامها.
وانتقد العالم ستالمان أيضا مواقع الشبكات الاجتماعية مثل FaceBook مؤكدا أنها تتصرف بالمعلومات الشخصية والمواد المعلوماتية لمستخدميها دون إذن مسبق منهم، وذلك من خلال بيعها للشركات الإعلانية الكبرى ومؤسسات الإحصاء العالمية من اجل كسب أموال طائلة دون مراعاة ملكية مستخدميها لها.
كما هاجم الشركات المحتكرة لبرامج ولبراءة الاختراع في البرمجيات، مؤكدا أنها سياسة انطلقت من أمريكا وتعممت في معظم دول العالم وتتبع من قبل الشركات الكبرى التي تحرم الرياديين من تعلمها وتطويرها وتكلفهم الأموال الطائلة للحصول عليها، مؤكدا أهمية وجود حقوق الملكيات الفردية مع بعض الضوابط لمواجهة احتكار شركات البرمجيات الكبرى.
وفي نهاية المحاضرة طرحت العديد من الأسئلة من قبل الحضور، ودارت نقاشات بين مؤيد ومعارض لاستخدام الهاتف المحمول ومقاطعة البرامج المغلقة.
والجدير بالذكر أن العالم الأمريكي ريتشارد ستالمان هو أول من أطلق البرامج الحرة في العالم، وأول من اصدر نظام تشغيل حر يمكن الاعتماد عليه، كما يعتبر من اكبر المناهضين لسياسة الاحتكار التي تمارسها شركات البرمجيات العالمية.