fbpx موسم الزيتون في فلسطين | الجامعة العربية الأمريكية
معلومات التواصل للدعم الفني ومساعدة الطلبة ... إضغط هنا

موسم الزيتون في فلسطين

الأربعاء, أكتوبر 21, 2009
ينتظر أبناء الشعب الفلسطيني في كل عام حلول موسم الزيتون بفارغ الصبر، ويسبق الموسم الكثير من الأحاديث التي يتشارك فيها الجميع حول طبيعته هذا العام، هل هو جيد أم سيء، هل تأثر بالحر أم لا، هل تم الاعتناء بشجر الزيتون، من قام بحرث الأرض أكثر، المنطقة كذا محصولها جيد، والمنطقة كذا محصولها سيء، وكيف سيكون سعر الزيت وما الذي سيؤثر به، ما الكمية التي سنرسلها لأبنائنا في الدول المختلفة، وغيرها من الأحاديث التي تكون الشغل الشاغل لعامة الشعب.


 


يرتبط الشعب الفلسطيني ارتباطاً وثيقاً بشجرة الزيتون، فعدا عن بعدها الديني وقدسيتها، أصبحت رمزاً لتمسك الإنسان وصموده بأرضه، ورمزاً للقضية الفلسطينية، كما أنها عامل للتوحد والتقريب بين أبناء الشعب المشتت بفعل الاحتلال وإجراءاته ومنغصاته.


 


وعلى الرغم مما تعرضت له شجرة الزيتون جراء ممارسات الاحتلال من تجريف وتدمير واقتلاع وحرق، أضف إلى ذلك اعتداءات قطعان المستوطنين على الأرض والمزارعين، إلا أنها ظلت شامخة أبية، تبعث السرور في قلب ناظريها، وتنتظر أن ترد الجميل لمن زرعها، وتقدم له ثمرها، الذي يشكل مصدر دخل لغالبية الأسر الفلسطينية.


 


ومع انتصاف شهر أكتوبر من كل عام يجدد الفلسطينيون حبهم لشجرة الزيتون، فمع حلول ساعات الصباح الأولى يبدأ أفراد العائلة بالتجمع والتحضر لممارسة تراثهم القديم بقطف الزيتون، يدفعهم حبهم لأرضهم، وانتظارهم بفارغ الصبر للدخل الذي سيعود عليهم منها، الكل يشارك في هذه المناسبة الجميلة من صغار وكبار ونساء وشبان، وكل واحد منهم ينظر إليها نظرته الخاصة التي تداعب عقله وعواطفه...


 


وفي ظل ما يتعرض له المزارع الفلسطيني من مضايقات خلال موسم الزيتون، وخصوصاً جدار الفصل العنصري، واشتراط الحصول على تصريح حتى يصل المواطن إلى أرضه، وتحديد دخوله وخروجه بساعات محددة، ومنع وصول الجرارات الزراعية إلى الأراضي الواقعة خلف الجدار، واعتداءات المستوطنين المتكررة دون رادع، برزت ظاهرة مشاركة المتضامنين الأجانب في قطف الزيتون إلى جانب المزارعين الفلسطينيين في إشارة إلى دعمهم وتضامنهم معهم في التمسك بأرضهم.


 


كما شارك رئيس الحكومة الدكتور سلام فياض شخصياً بافتتاح موسم الزيتون هذا العام وشارك المزارعين لمدة ساعة مع عدد من الوزراء والسفراء والقناصل في قطف الزيتون، و قيام أفراد الأجهزة الفلسطينية بالمساعدة في قطف الزيتون، وحمايته، بالإضافة إلى مشاركة عدد من موظفي المؤسسات الرسمية والأهلية وطلبة الجامعات.    


 


ويعتبر الزيتون في فلسطيني أحد الركائز الاقتصادية كما يشكل عنصراً من عناصر الأمن الغذائي للفلسطينيين، حيث تشكل الأراضي المزروعة بهذه الشجرة المباركة ما نسبته 50% من الأراضي الزراعية في فلسطين، ويبلغ معدل انتاج فلسطين من الزيت حوالي 20 ألف طن، و 10 آلاف طن من الزيتون المعد للكبيس، تقدر قيمتها السوقية بنحو 90 مليون دولار.


 


ولا بد من الإشارة هنا الى صناعة الصابون من زيت الزيتون، الذي يشتهر عالمياً بمسمى الصابون النابلسي حيث يصنع في مصانع تسمى الصبانات وتشتهر بها مدينة نابلس، كما تقوم عدد من النساء بتصنيعه في البيوت في عملية تدخل بها عدد من المواد الكيميائية .


 


 


نتمنى للجميع موسماً مباركاً مع الشجرة المباركة