تهدف هذه الدراسة إلى تحليل دور الاتحاد الأوروبي في عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، من خلال تتبع تطور موقف الاتحاد الأوروبي ودوره في تلك العملية، وبيان أهميته، والكشف عن العوامل المؤثرة في هذا الدور، إلى جانب إبراز أهم المحددات التي تسهم في بلورة هذا الدور. واعتمد البحث المنهج التحليلي بصورة أساسية، لتحليل الدور الأوروبي في عملية السلام، وتناول هذا الموضوع ضمن ثلاثة محاور أساسية، اهتم المحور الأول منها بتتبع موجز لتطورات موقف الاتحاد الأوروبي ودوره من عملية السلام، وناقش المحور الثاني العوامل المؤدية لمحدودية الدور السياسي للاتحاد الأوروبي في عملية السلام، مع بيان أهمية هذا الدور من الناحيتين السياسية والاقتصادية، أما المحور الثالث والأخير، فقد ركز على تحليل محددات الموقف الأوروبي ودوره في تلك العملية.
انطلق البحث من فرضية أساسية مفادها أن الدور السياسي للاتحاد الأوروبي في مسار التسوية لا ينسجم مع أهمية دوره الاقتصادي وفعاليته، بوصفه أكبر داعم للعملية السلمية، وذلك نتيجة عدة عوامل تحد من فعالية دوره السياسي، والتي يقف على رأسها العامل الإسرائيلي والعامل الأمريكي والعامل الأوروبي الذاتي، إلى جانب الأزمات التي يعاني منها الاتحاد الأوروبي مؤخراً.
و انتهى البحث إلى عدة نتائج، تمثل أبرزها في وضوح وتقدم الموقف الأوروبي من مسار التسوية السلمية، من خلال طرح رؤيته القائمة على حل الدولتين، لكن بالرغم من ذلك، فقد بقي الدور السياسي للاتحاد الأوروبي غير فعال في مسار التسوية، ولا ينسجم مع أهمية دوره الاقتصادي وفعاليته، بوصفه المانح والممول الأول للعملية السلمية، كما أظهرت النتائج أن محدودية هذا الدور تعود لعدة عوامل، يقف على رأسها العامل الإسرائيلي والأمريكي الرافض لأي دور فعال ومؤثر ومستقل للاتحاد الأوروبي في مسار التسوية السلمية، إلى جانب الأزمات والمشكلات التي عصفت مؤخرا بالاتحاد الأوروبي، وفي مقدمتها أزمة اللاجئين وأزمة خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد، التي أضعفت اهتمام الاتحاد بالعملية السلمية في الشرق الأوسط.
الاتحاد الأوروبي، عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، الدور السياسي، الدور الاقتصادي، المساعدات الاقتصادية.
