إن التطور التكنولوجي السريع والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي تميز بداية القرن الواحد والعشرين، تشكلان التحديات الجديدة التي تكمن وراء وجود المكتبات العامة وطرح الأسئلة حول وضع المكتبة العامة في المجتمع؛ كون النهج الموصوف في هذه الدراسة يتناول إدارة مديري المكتبات العامة في فلسطين. كما فحصت الدراسة إدراك المديرين لدورهم في ضوء التغييرات من وجهات نظرهم حول مستقبل المكتبات العامة والخطوات العملية التي يتخذونها لمواكبة مكتباتهم لعصر التغيير. وتستند الدراسة إلى مقابلات متعمقة مع عشرين مديراً من مديري المكتبات العامة في جميع أنحاء الضفة الغربية في فلسطين، وكشفت المقابلات عن مسؤوليات المديرين وطبيعة دورهم ضمن إطار عمليات التغيير واستيعابها من وجهة نظر شخصية. كما تُظهر الدراسة كيف يرى المديرون دورهم في إدارة عمل المكتبة، وإدارة الميزانيات وحل المشاكل الحالية في وصف إدارة المكتبات العامة في المستقبل. ولا يوجد في هذه الدراسة نهج استباقي للابتكار بالرغم من أن معظم المديرين يبذلون جهداً كبيراً لتنفيذ التغييرات في مكتباتهم اعترافًا منهم بالحاجة إلى تغيير نهج إدارة المكتبات العامة؛ لأنه يمكن ملاحظة أنه في كثير من الحالات يتم اتخاذ نهج التكيف وعدم الاستباقية في مركز عمليات التغيير في بيئة عمل المكتبات العامة. ويلاحظ أيضا محاولات مديري المكتبات العامة مواجهة مسؤولية تنفيذ التغييرات وخلق بيئة عمل مناسبة، كما أن الغرض من هذه الدراسة هو دراسة كيفية وصف المديرين لدورهم في ضوء التغيرات التي تحدث في البيئة، وبماذا يفكرون بشأن مستقبل المكتبات العامة في فلسطين، وما هي المجالات التي يعملون فيها للتكيف مع التغييرات في بيئتهم نتيجة للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية والتغيير في مفهوم دور المكتبة الذي أصبح في العالم الغربي مكتبة افتراضية للترويج لمجتمع مستنير بروح الديمقراطية ويتمتع بالرفاهية والحرية، والتنمية على جميع المستويات والأصعدة؟ وكان من أهم نتائج هذه الدراسة عدم استقلالية ميزانية المكتبات العامة عن ميزانية المجالس والبلديات، لذا فقد كان من أهم توصياتها وجوب استقلالية ميزانية المكتبات العامة وزيادتها بشكل سنوي منتظم بما يتناسب مع حاجات تلبية طلبات المستفيدين، وزيادة تكلفة تشغيل المكتبات العامة وتكلفة صيانته.
المكتبات العامة، التغيير، إدارة التغيير، التغيير التكنولوجي، التغيير الواجب، التغيير التكيفي
