يقدم هذا البحث المرجعي نظرة عامة في السلوك الاستباقي Proactive Behavior، الذي يركز على كل من مفهوم الاستباقية، ومناقشة السمات التحفيزية المميزة له بوصفها طريقة إيجابية للسلوك، يمكن أن تؤدي إلى زيادة أداء الأفراد والمنظمات وفاعليتهم، بدفعهم لتبني الاستباقية proactivity. ومن ثم تقديم أشكاله، ومراجعة مراحله الرئيسية ونتائجه، وإعادة تشكيلها، ومناقشة محدداته، ونماذجه. إلى جانب بعض المخاوف الناشئة عنه، والقيود المحتملة المرتبطة به، وذلك من خلال مراجعة الدراسات السابقة لتوضيح الجوانب الإيجابية والسلبية للسلوك الاستباقي.
وأظهرت النتائج أنه يمكن للسلوك الاستباقي أن يؤثر تأثيراً كبيراً في إغناء البحوث والدراسات في مجالي السلوك التنظيمي وإدارة الموارد البشرية، وتحديد العوامل المتعلقة بالرفاهية النفسية للعاملين. وقد تبين أن السلوك الاستباقي ظاهرة معقدة أكثر أهمية من أي وقت مضى، بسبب الطبيعة المتغيرة للعمل، ويعدّ مسؤولاً عن النتائج الشخصية والتنظيمية. وتبين المراحل الرئيسية للسلوك الاستباقي مدى قدرة توليد الأهداف الاستباقية على توضيح كيفية تأثير العوامل الفردية والموقفية في سلوك العمل الاستباقي. هذا إلى جانب تسليط الضوء على نقاط القوة والضعف، وضرورة التأكيد على دور محددات السلوك الاستباقي الفردية والمحددات الهيكلية والمحددات التنظيمية. إلى جانب ذلك، أظهرت النتائج أن الانخراط في السلوك الاستباقي يأتي عموما بنتائج فعالة. لكن في بعض الأحيان قد تؤدي استباقية الفرد ـــ أيضًاـــ إلى آثار سلبية، لذلك يحتاج العاملون إلى التفكير في المفاضلة بين المكاسب، والأعباء المحتملة للسلوك الاستباقي في العمل. فمن الضروري توجيه الاهتمام البحثي لتضمين السلوك الاستباقي وتوظيفه لتحديد الاحتياجات الاستراتيجية للمنظمات، ومساعدة واضعي السياسات، ومتخذي القرار على اتخاذ القرارات الفعالة.
السلوك الاستباقي، محددات السلوك الاستباقي، نماذج السلوك الاستباقي
