تقسم الخصائص التي تؤثر في طبيعة التوزيع الجغرافي للتجمعات السكانية وتتحكّم بها، إلى خصائص طبيعية وبشرية واستراتيجية، وقد جاءت هذه الدراسة لتبيّن مدى تأثير العوامل الجغرافية الطبيعية السائدة في الضفة الغربية في اختيار أماكن تركّز المستوطنات الإسرائيلية، وتحديدها، فالتضاريس والأحوال المناخية والتربة والموارد المائية، كلها عوامل تؤثر في طبيعة الاستيطان وتوزيعه في أي إقليم جغرافي، وتتحكّم به، وقد استخدمت هذه الدراسة المنهج التاريخي والاستقرائي والوصفي التحليلي.
توصلت هذه الدراسة إلى تركّز 72% من المستوطنات الإسرائيلية في المناطق التي يسودها مناخ البحر المتوسط المعتدل، وظهر ـــ أيضاً ـــ تركّز 75% منها في المناطق التي يزيد معدل أمطارها عن 300 ملم/سنة، كما أنّ 71% منها تركّزت في المناطق التي تسودها الحرارة المعتدلة التي تتراوح بين 17 – 21 درجة مئوية، وأدى تركّز معظم المستوطنات فوق المناطق الغنية بالمياه الجوفية، أو بالقرب من الينابيع، إلى سيطرتها على أكثر من 80% من المياه الجوفية المتجددة في أحواض الضفة الغربية، وأوصت الدراسة بضرورة وجود خطة استراتيجية وطنية شاملة، تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة للأراضي الفلسطينية، وخاصةً في مجال الزراعة والمياه؛ بوصفهما العنصرين اللذين ركز عليهما الاستيطان الإسرائيلي، إلى جانب تشجيع الامتداد العمراني الفلسطيني الأفقي بدلاً من الامتداد العمراني العمودي، من أجل الحد من ظاهرة استنزاف الأراضي الفلسطينية، ومصادرتها.
الضفة الغربية، الخصائص الجغرافية الطبيعية، المستوطنات الإسرائيلية، التوزيع الجغرافي
