أطلق الدكتور حسين الأحمد الأكاديمي في كلية الدراسات العليا بالجامعة العربية الأمريكية كتاباً جديداً يحمل عنوان "ترسيخ الاستبداد: الصدى السياسي في وسائل الإعلام الإخبارية الفضائية العربية" وذلك في إطار الكتب الأكاديمية التي تتناول الصراعات العربية وتأثير الإعلام عليها.  

ويقدم الأحمد في كتابه رؤية نقدية لكيفية تأثير الإعلام الفضائي العربي الممول من حكومات الدول الغنية والطامحة للعب دور سياسي، في تشكيل المشهد السياسي خاصة في البيئات غير الديمقراطية مثل السياق الفلسطيني والمجتمعات العربية التي تعاني الصراعات الداخلية. ويخوض الكتاب في التحديات التي تواجهها هذه الوسائل في ظل غياب ممارسات الديمقراطية وتحت وطأة القيود المالية التي تحتاجها الفضائيات لتمويل بثها المكلف، ما يؤدي إلى تحويل دورها الهام إلى صحافة "أداتية" تعمل في خدمة الأجندات الإقليمية، والتي ترتبط بالأجندة الدولية في المنطقة لتساهم -ولو عن غير قصد- في تفاقم التوترات القائمة والصراعات الدموية الدائرة.

واستطاع الأحمد في كتابه - وعبر توظيف نظرية "قوة المساومة" التي طورها في إصدار سابق- إثبات العلاقة بين الضغوط السياسية الخارجية ومسارات السياسة الداخلية للدول الضعيفة، لتشكيل محتوى الإعلام الفضائي بما يخدم مصالح القوى السياسية في المنطقة. ويشير الكتاب بوضوح إلى تأثير ذلك على نوعية الصحافة ودورها في تعميق الانقسامات السياسية في الوطن العربي. وبذلك، يقدم الكتاب تفسيرات تحليلية معمقة لتداعيات هذه العوامل على الصراع الفلسطيني الداخلي وغيره من النزاعات العربية.

وما يميز هذا العمل هو تحديه للنماذج النظرية السائدة ودعوته لاعتماد مناهج تحليلية تأخذ في الاعتبار خصوصية السياقات التي تجري فيها هذه الصراعات، مما يوفر أسسًا قوية لفهم أعمق لتفاعلات الإعلام والسياسة في العالم العربي.

نشر هذا الكتاب بالتعاون مع دار النشر البريطانية المرموقة بالجريف ماكميلانPalgrave Macmillan  كنتاج لجهود بحثية مُكثفة للكاتب في مجال الاتصال الاستراتيجي.