شاركت الجامعة العربية الأمريكية في أعمال الملتقى العلمي الدولي "الإعلام في عصر ما بعد الحقيقة: ممارسة المهن الإعلامية في زمن الاضطراب المعلوماتي"، والذي نظمه معهد الصحافة وعلوم الإخبار في جامعة منوبة بتونس.
ومثل الجامعة في الملتقى كلا من د. سعيد أبو معلا رئيس قسم الإعلام الرقمي في كلية الإعلام الحديث، وأ. صدقي موسى، رئيس قسم اللغة العربية والإعلام في كلية الآداب والتربية، وشاركا بورقة بحثية حملت عنوان "انعكاسات اضطراب المعلومات على الأداء المهني للصحفيين الفلسطينيين في تغطيتهم للحرب على غزة والضفة".
وهدفت الدراسة معرفة مدى انعكاس اضطراب المعلومات الذي انتشر منذ بداية الحرب على قطاع غزة والضفة الغربية، على الأداء المهني للصحفيين الفلسطينيين (من وجهة نظرهم).
وتطرق الأستاذ صدقي موسى خلال تقديمه الورقة البحثية الى خصوصية المجتمع الفلسطيني الذي يتعرض لموجات عميقة ومتواصلة من مكونات الدعاية السياسية الإسرائيلية، وهي حالة يقودها إعلام إسرائيلي (رسمي وخاص ومجهول الهوية، بالعبرية والعربية ولغات أخرى)، وهو ما يجعل مما يبثه هذا الإعلام ومنصاته أكبر مسببات اضطراب المعلومات، وبالتالي يصبح المجتمع الفلسطيني الأكثر استهدافا بحالة اضطراب المعلومات، وهو ما تعمق في حرب الاحتلال الأخيرة على غزة والضفة.
وأظهرت نتائج الدراسة أن "الصحافيين الفلسطينيين" هم أبرز مصادر المعلومات الفلسطينية التي يستند إليها الصحفيون في أثناء تغطية الحرب على غزة والضفة، تلاها وسائل إعلام فلسطينية، ومواطنين وشهود عيان، ومصادر رسمية فلسطينية، وكذلك مؤسسات دولية: الأمم المتحدة، الأونروا، الصليب الأحمر، فيما جاءت فقرة "وسائل إعلام أجنبية" في المرتبة الأخيرة.
أما بخصوص الجهات التي تلعب دورا فاعلا في عملية اضطراب المعلومات، فأظهرت النتائج أن "الجهات الرسمية الإسرائيلية" هي التي تقوم بالدور الفاعل وذلك بالمرتبة الأولى، تلاها الناطقين الإعلاميين باسم الاحتلال الإسرائيلي، وشبكات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية وتطبيقات المراسلة، وجهات حزبية إسرائيلية (معارضة أو جزء من الحكومة)، ووسائل إعلام إسرائيلية، والمقالات والتقرير المترجمة إلى العربية، وما ينشره النشطاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وما ينشره المواطنون عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
أما أبرز التحديات التي واجهت الصحفيين في التحقق من صحة المعلومات أثناء تغطيتهم للحرب على غزة والضفة فكانت "عدم التواجد في مكان الحدث" بالمرتبة الأولى، تلاها قلة الوقت وضغط النشر، وصعوبة الوصول إلى مصادر موثوقة، وانتشار المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، وكثافة المعلومات المنشورة حول الحرب، وضخامة الحدث واستمراريته، وعدم التواجد في مكان الحدث، وتضارب المعلومات، بينما جاءت فقرة "قلة الخبرة في التحقق من صحة المعلومات" في المرتبة الأخيرة.
وأظهرت النتائج ان الصحفيين يتعاملون مع مجموعة من الخطوات عند التعاطي مع المعلومات المضللة في الحرب على غزة والضفة ولعل أبرزها "التحقق من المصادر" وذلك بالمرتبة الأولى، تلاها توعية الصحافيين أو الجمهور بمخاطر المعلومات المضللة، واستخدام أدوات لتصفية المعلومات المضللة، والتحقق من المصادر، والنقد الداخلي للنص والتفكير بمدى منطقية المعلومة، والبحث عن معلومات مضادة، والتواصل مع الخبراء، واستخدام أدوات التحقق من صحة المعلومات، ومتابعة مبادرات التحقق، والاشتراك في مجموعات للصحافيين من أجل تدقيق الأخبار، بينما جاءت فقرة "تجاهلها" في المرتبة الأخيرة.
وأظهرت النتائج أن أثر اضطراب المعلومات على أداء الصحافيين المهني تمثل بتكون وعي بأخلاقيات الإعلام وتحديات العمل المهني عند الصحفيين وذلك بالمرتبة الأولى، إلى جانب أن اضطراب المعلومات كون ثقلا إضافيا على عمل الصحافيين، وبصفته مسألة دفعت بمضاعفة الرقابة الذاتية الايجابية على المواد التي يقومون بنشرها حول الحرب.
كما وأظهرت النتائج أن "التحقق من صحة المعلومات من مصادر موثوقة" هي أبرز الخطوات التي يتخذها الصحافيون للحفاظ على أدائهم المهني، إلى جانب قيامهم بمهام كتابة تقارير متوازنة، وتقديم وجهات نظر مختلفة، وتجنب التعبير عن الآراء الشخصية، وفحص المعلومات قبل نشرها، والتواصل مع مبادرات التحقق الفلسطينية، واستخدام تطبيقات التحقق والتأكد من دقة البيانات، ونشر المعلومات على مجموعات الصحافيين والتحاور حولها، والدخول بمناقشات مع رؤساء الصحافيين في العمل حول المعلومات المشكوك في صحتها.
وانعقد المؤتمر في معهد الصحافة وعلوم الأخبار في جامعة منوبة في العاصمة تونس على مدى يومين وشارك فيه عشرات الباحثين من مختلف الدول العربية والافريقية والأوروبية.