"بمشاركة محلية وإقليمية ودولية رسمية وخبراء دوليين، المؤتمر الدولي الأول للتحول الرقمي يوصي بضرورة التعاون بين جميع الجهات والقطاعات لدفع عجلة التقدم والاستثمار من خلال تعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة في جميع القطاعات الحياتية وضرورة وضع السياسات والاستراتيجيات الناظمة لعملية التحول الرقمي."
رام الله - فلسطين - اختتم المؤتمر الدولي الأول للتحول الرقمي أعماله بنجاح، والذي عقد برعاية فخامة الرئيس محمود عباس في حرم الجامعة العربية الأمريكية في رام الله من 20 – 21/ 6/2023 بتنظيم من الجامعة العربية الأمريكية وبالشراكة مع الحكومة الفلسطينية ممثلة بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبدعم رئيسي من مجموعة بنك فلسطين بالإضافة إلى دعم من بنك القدس والبنك الوطني وشركة أوريدو. وجمع المؤتمر بين خبراء دوليين وصانعي السياسات والمسؤولين الحكوميين وممثلي القطاعات المختلفة لمناقشة القوة التحويلية للتقنيات الرقمية في عالم اليوم سريع التطور.
وأكد المؤتمر على التوجه الاستراتيجي لدولة فلسطين في تسخير إمكانات الحكومة الرقمية ودفع التحول الرقمي في جميع القطاعات، وأهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص والمؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني في دعم وتنفيذ استراتيجيات التحول الرقمي.
وخلال المؤتمر، ناقش المتحدثون مواضيع متنوعة شملت مستقبل التعليم في العصر الرقمي، وطرق الاستفادة من التقنيات الرقمية للتنمية المستدامة، والنهوض بمبادرات الحكومة الرقمية. وتناولت الجلسات أربعة محاور رئيسية هي: الشمول الرقمي وجسر الفجوة الرقمية، الأمن والخصوصية الرقمية، الدور المؤسساتي في دفع عجلة التحول الرقمي، دور الجامعات في مستقبل التوظيف في العصر الرقمي، واختتمت الجلسات بحلقة نقاش حول مستقبل التعليم في العصر الرقمي.
وقد سلط المؤتمر الضوء على أهمية سد الفجوة الرقمية وضمان الوصول العادل إلى التكنولوجيا الرقمية والفرص التعليمية. وتم التأكيد على الجهود المبذولة للوصول إلى المجتمعات المهمشة والمناطق الريفية والسكان الذين يعانون من نقص الخدمات، وتزويدهم بفرص متساوية للاستفادة من التطورات الرقمية. وأجمع المشاركون على أن الابتكار وريادة الأعمال والتعليم المعاصر هي المحركات الرئيسية للتحول الرقمي، وأنها بحاجة إلى أنظمة بيئية داعمة من شأنها أيضا أن تمكّن الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة من النمو والمساهمة في الاقتصاد الرقمي.
وخلال المؤتمر، أوصى المشاركون بضرورة توجيه الإجراءات المستقبلية نحو التحول الرقمي الفعال ومنها تعزيز الشراكات بين القطاعات العام والخاص والأكاديمي، باعتبارها أمرا حاسما لدفع عجلة التحول الرقمي مع ضرورة أن تركز على تبادل الخبرات والموارد وأفضل الممارسات لتطوير حلول مبتكرة بشكل مشترك وتعزيز المبادرات الرقمية. وقد شدد المشاركون على أهمية الاستثمار في مؤسسات التعليم والبحث لتعزيز ثقافة الابتكار الرقمي بما يشمل تزويد المؤسسات التعليمية بالموارد اللازمة، وتشجيع البحوث متعددة التخصصات، وإنشاء مراكز التميز الخاصة بالتحول الرقمي.
كما أكد المشاركون وأصحاب الاختصاص على أهمية وضع أطر وسياسات لمواجهة التحديات الأخلاقية والقانونية والأمنية المرتبطة بالعصر الرقمي، ووضع مبادئ توجيهية واضحة لضمان الاستخدام المسؤول والأخلاقي للتكنولوجيات الرقمية مع الحفاظ على الخصوصية وحماية البيانات.
واستشرافا للمستقبل، حدد المؤتمر عدة خطوات أهمها ضرورة تشكيل فريق وطني للتحول الرقمي يضم جميع القطاعات ذات العلاقة، بالإضافة إلى تشكيل فرق عمل متخصصة تضم ممثلين من مختلف القطاعات، لدفع تنفيذ استراتيجيات التحول الرقمي وتبادل المعرفة وبذل الجهود لتعزيز التعاون المستمر بين الجهات ذات العلاقة؛ ويشمل ذلك إنشاء منصة مجتمعية للتحول الرقمي، وعقد مؤتمرات وورش عمل وندوات منتظمة لتسهيل التعلم والتواصل المستمر ونقل المعرفة، مع التأكيد على ضرورة وضع إطار متين لرصد وتقييم أثر مبادرات التحول الرقمي، وقياس التقدم في تنفيذ التحول الرقمي على المستوى الوطني وتحديد مجالات التحسين والتطوير، إضافة إلى تبادل قصص النجاح في التعلم الجماعي والنهوض بممارسات التحول الرقمي.
ولإيمانها المطلق بأهمية التحول الرقمي ودور المؤسسات التعليمية ومنها الجامعات في دعم الجهود الوطنية في هذا الإطار، أعلنت الجامعة العربية الأمريكية إنشاء المركز الوطني للتحول الرقمي للمساهمة في تحقيق أهداف أجندة فلسطين الرقمية.
يذكر أن المؤتمر الدولي الأول للتحول الرقمي كان بمثابة منصة للنقاش البنّاء والتوصيات القيّمة والإجراءات الملموسة نحو دفع عملية التحول الرقمي لاستكمال تشكيل المشهد الرقمي في فلسطين والمنطقة.
