fbpx كلمة المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير الدكتور أحمد عساف في المؤتمر الدولي الأول للتحول الرقمي | الجامعة العربية الأمريكية
معلومات التواصل للدعم الفني ومساعدة الطلبة ... إضغط هنا

كلمة المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير الدكتور أحمد عساف في المؤتمر الدولي الأول للتحول الرقمي

الأحد, يوليو 9, 2023

السادة الحضور الكرام أسعد الله صباحكم

السيد ممثل السيد الرئيس ورئيس مجلس الأمناء ورئيس مجلس الإدارة  ورئيس الجامعة

تحية طيبة وبعد

في البداية لا بد من أتقدم بالشكر الجزيل للقائمين على هذا المؤتمر الهام الذي له علاقة بالمستقبل الأفضل الذي نتمناه لشعبنا

فمنذ جائحة كورونا أصبح التحول نحو الرقمنة الهم الشاغل لكل الدول والمؤسسات ، ومن المتوقع أن يتضاعف الانفاق العالمي على التحول الرقمي خلال ال 5 سنوات القادمة ، من حوالي 500 بليون عام 2020 إلى أكثر من 1000 بليون عام 2025.

ما من شك بأن التحول الرقمي وتوجه الناس نحو الوسائط والأجهزة الذكية أدى إلى تغيرات جوهرية في عمليات استهلاك المحتوى الاعلامي، وليس سرا القول بأن توزيع الصحف والاستماع للإذاعة ومشاهدة التلفاز قد تراجعت لصالح المضامين الرقمية.

ربما بدأت رقمنة صناعة الاعلام عبر الويب سايت والتلفزيون الرقمي ، ومرت عبر السوشال ميديا لكنها لن تنتهي عند تجارب توظيف الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والواقع المعزز..

 التوقعات العالمية اليوم في قطاع الصناعات الاعلامية، تذهب باتجاه أن المؤسسات الاعلامية ستنفق أكثر من نصف ميزانيتها على الإعلانات الرقمية خصوصا أن متوسط الوقت الذي يقضيه الشخص في استخدام الهاتف يوميا يصل إلى أكثر من 4 ساعات ونصف خلال عام 2023 الحالي.

الخبراء والمختصون في مجال التحول الرقمي والصناعات الاعلامية يتحدثون عن مجالات كثيرة ناشئة بدأت تزدهر في عصر التحول الرقمي، ومن هذه المجالات سأتوقف عند 6 منها:-

  1. فيديوهات البث المباشر والقدرة على أن تكون في الموقع أو مكان الحدث وخصوصا عبر المنصات الرقمية.
  2. نمو عائدات المؤسسات من الاشتراكات subscribes خصوصا تلك التي تقدم مضامين تتناسب ووقت التصفح الذي يرغب به المشاهد ويختار من قائمة متنوعة من المضامين.
  3. شخصنة الخدمات Personalization of services  وطالما نتحدث عن رقمنة، فالمستهلك هنا فردي أكثر منه جماعي كما في حالة التلفزيون، وكلما كانت مضامين المحتوى الإعلامية قادرة على شخصنة الرسالة للمتلقي وتقمص ميوله ورغباته، كلما حصل التأثير الأعلى.
  4. التوجه نحو الميتا فيرس وهنالك تجارب لدمج الميتافيرس مع الانتاجات الاعلامية مثل تقنيات السرد الرقمي وتجارب الواقع الافتراضي.
  5. إلى جانب الميتافيرس هنالك صعود في توظيف الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار وغيرها عبر تطوير لغة وخوارزميات برمجة الذكاء الاصطناعي لكتابة قصص اخبارية لإنتاج مقاطع فيديو وغيرها ومثال ذلك الصعود الحالي للحديث عن تطبيق chat GPT
  6. الخدمات السحابية في تخزين وجمع البيانات وخصوصا في الحالة الفلسطينية وتهديدات الاحتلال، فقد تنبه تلفزيون فلسطين مبكرا لتوفير نسخ من بياناته وانتاجاته المرئية والرقمية عبر خدمات سحابية خارج فلسطين وآمنة. كل هذه التطورات والتحولات من الممكن أن تساعد في التعاون بين المنصات المختلفة، فمثلا عبر بعض التقنيات الرقمية يمكن لصفحة تلفزيون فلسطين أن تبث وتشارك مادة على صفحات لوزارات أو مؤسسات اخرى بفعل تقنيات ربط الحسابات والصفحات، وتستهدف جمهور هذه الصفحات ومتابعيهم.

الحضور الكريم

ما من شك بأن رقمنة الإعلام تمر بتحولات جذرية، وحتى داخل الرقمي نفسه هنالك تحولات، فتصفح المواقع الالكترونية يتراجع عالميا لصالح منصات التواصل الاجتماعي وما يتبعها من تطورات جديدة، فمثلا هنالك مواقع اخبارية عربية كان تحظى بأكثر من 50 مليون زيارة شهريا ورغم كل سياسات التمويل وموائمة المحتوى ليكون جاذبا للمتصفح، إلا أن بعض هذه المواقع خسرت أكثر من نصف عدد زوارها لصالح منصات التواصل الاجتماعي، كل ذلك خلال أقل من 10 سنوات فقط.

لو حصرنا الحديث بالإعلام الرسمي الفلسطيني، صحيح أن الأزمة المالية للسلطة الفلسطينية وقرصنة الاحتلال لأموال المقاصة تحد من قدرتنا على تنفيذ مشاريع للرقمنة، ومع هنالك فقد قطعنا شوطا خلال السنوات القليلة الماضية من خلال تعزيز حضورنا الرقمي على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، أكثر من 50 حساب وصفحة للتلفزيون على المنصات الرقمية بـ 7 لغات نخاطب بها العالم، والصفحة الانجليزية لوحدها تتجاوز 45 مليون وصول كل شهر.

الحضور الكريم

هنالك أكثر من 3.7 مليون مستخدم للإنترنت في فلسطين، ويمكن القول أن فلسطين تدخل بشكل تدريجي إلى الخدمات الرقمية، ففي القطاع الحكومي هنالك برنامج "حكومي" والذي بدء بإدخال 17 خدمة إلكترونية كمرحلة أولى لرقمنة الخدمات الحكومية، وهذه تتعلق بوزارة الاتصالات والداخلية والأراضي والمواصلات والصحة وغيرها من الوزارات، ويفترض أن تتبعها خدمات إضافية مرقمنة لتوفير الوقت والجهد والمال على المواطن والمؤسسات الحكومية أيضا.

الهدف من الرقمنة ليس التحول بحد ذاته بقدر ما هي أولويات واحتياجات في مجالات التنمية المستدامة والحد من البيروقراطية وزيادة الكفاءة ومحو الامية الرقمية في مختلف المجالات. فعلى مستوى مؤسسات الدولة هنالك حاجة لدراسة أولويات البلد في التحول الرقمي خصوصا في ظل الأزمات الراهنة ونقص السيولة وحجز الاحتلال لأموال المقاصة. لكن على الصعيد المؤسساتي، فكل مؤسسة بحاجة إلى دراسة متطلبات التحول لديها، خصوصا أن بعض هذه المتطلبات تساهم في توفير المال والجهد، مثل تحويل النماذج الإدارية إلى رقمية. 

بعض المؤسسات التي رقمنت خدماتها، للأسف عاد بعضها بعد أشهر للخدمات الورقية، والسبب يمكن في ضعف ترويج خدماتها الرقمية للمواطن بما يكفي، وقد يلزم تقديم محفزات لمن يقدمون طلبات رقمية مثلا تقصير وقت الانتظار وانجاز العمل بشكل أسرع أو تقديم خصم مالي معين يحفز المواطن للإقبال على الخدمات الرقمية، وغيرها من الأفكار التي من الممكن أن تحفز الناس للتحول نحو الخدمات المرقمنة.

واخيراً نجدد الشكر والتقدير والدعم لهذا المؤتمر الهام والقائمين عليه ومتمنين لكم النجاح والتوفيق لما فيه خير شعبنا وبلدنا.