fbpx كلمة ممثل فخامة الرئيس محمود عباس في المؤتمر الدولي الأول للتحول الرقمي | الجامعة العربية الأمريكية
معلومات التواصل للدعم الفني ومساعدة الطلبة ... إضغط هنا

كلمة ممثل فخامة الرئيس محمود عباس في المؤتمر الدولي الأول للتحول الرقمي

الخميس, يوليو 6, 2023

يشرفني أن أقف أمامكم اليوم بصفتي ممثلا عن فخامة الأخ الرئيس محمود عباس أبو مازن، رئيس دولة فلسطين حفظه الله، الذي يعقد هذا المؤتمر الهام والاستراتيجي تحت رعايته، ويشرفني أن أخاطب هذا الحضور المرموق في مؤتمر التحول الرقمي الدولي الأول سواء من يشاركنا الحضور في هذه القاعة أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي وعلى القنوات الفضائية.

وأود بداية أن أعرب عن امتناني القلبي للجامعة العربية الأمريكية لجهودهم المتميزة في تنظيم هذا الحدث وللجهات المشاركة والداعمة والأخوات والإخوة المتحدثين في هذا المؤتمر الهام من فلسطين وخارجها خاصة الضيوف المتحدثين من خارج فلسطين والذين يمثلون مؤسسات وشركات عالمية فاعلة في مجال التحول الرقمي والاقتصاد والتنمية الرقمية، وأتمنى لهذا المؤتمر التوفيق والنجاح والخروج بتوصيات ومخرجات ذات فائدة كبرى على مجتمعاتنا ومؤسسات القطاع العام والخاص والاهلي، ليس فقط في فلسطين، بل في جميع انحاء العالم.

الأخوات والإخوة، الحضور الكرام،

إن المشهد الديناميكي في العصر الرقمي، حيث تستمر التكنولوجيا في إعادة تشكيل عالمنا، يتعين على الدول التكيف مع التحول الرقمي واحتضانه. وإن دولة فلسطين حازمة في التزامها بدعم جهود التحول الرقمي والاستراتيجيات والسياسات والمشاريع  المرتبطة به على جميع الأصعدة، بما يساهم في تسهيل حياة مواطنينا وتنمية الاقتصاد وخلق بيئة محفزة للاستثمار واستغلال الموارد وتطوير القدرات البشرية وزيادة الشفافية والكفاءة في العمل وزيادة السرعة في انجاز المعاملات وتقليل البيروقراطية داخل المؤسسات، مع قناعتنا التامة ان لدينا الامكانات الهائلة لتحقيق ذلك من عقول وكوادر بشرية وابداعات تقنية وقدرات تعليمية هائلة ومنافسة على المستوى الإقليمي وربما العالمي تستطيع تحقيق ذلك والمساهمة في إنجازه على أكمل وجه. وذلك نابعا من ايماننا المطلق ان التطور المتسارع في عالم التكنولوجيا في مختلف القطاعات صار دافعا لتحديث الدولة وأصبح التطوير فيها على جميع المستويات ضرورة وليس ترفا أو من الكماليات.

 

الأخوات والإخوة، الحضور الكرام،

إننا في دولة فلسطين، ورغم المعيقات العديدة، وعدم توفر ترددات الجيل الرابع والخامس لشبكات الهواتف النقالة وعدم توفر الحرية الكاملة لنا في تمديد شبكات الألياف الضوئية وشبكات البنية التحتية في فلسطين، فإننا استطعنا بجهد المخلصين من أبناء هذا الشعب العظيم ومؤسساته العامة والخاصة والأهلية من تطوير البنية التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتوفير العديد من الأنظمة والخدمات الإلكترونية للأفراد والمؤسسات باستخدام أحدث التقنيات العالمية، واستطعنا ان ندخل التكنولوجيا في التعليم المدرسي والجامعي والقطاع الصحي والخدماتي وغيرها. وتكمن إحدى أولوياتنا الرئيسية في دولة فلسطين انجاز واستكمال مشروع الحكومة الإلكترونية الذي يمثل حجر زاوية مهم في تطوير الخدمات الحكومية للمواطنين والشركات بهدف إحداث ثورة في عملياتنا الإدارية والمؤسساتية، وتعزيز إمكانية الوصول للخدمات، والشمول الرقمي، وتعزيز المزيد من الشفافية والمساءلة. ومن خلال المنصات الرقمية سهلة الاستخدام، سنمكن مواطنينا من الانخراط في عمليات صنع القرار التي تشكل مستقبل شعبنا.

علاوة على ذلك، نعتقد ونؤمن أن دور التعليم والمدارس والجامعات محوري في قيادة التحول الرقمي، وندرك أهمية تزويد طلابنا بالمهارات والمعرفة الرقمية اللازمة للازدهار في العصر الرقمي. لذلك، استثمرنا وسوف نستمر في استثمارنا في تعزيز برامج ومشاريع توظيف التكنولوجيا في التعليم المدرسي والجامعي وتطوير المناهج بما يتناسب مع ذلك، مما يضمن استعداد أجيالنا الشابة جيدًا للتنقل في المشهد الرقمي والمساهمة في نمو وتطور دولتنا العتيدة، والحد من هجرة العقول.

وفي هذا السياق، ندعو جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية إلى تبني استراتيجيات وسياسات التحول الرقمي والابتكار في جميع نشاطاتها وبرامجها ومشاريعها المستقبلية، وذلك من خلال دمج التقنيات المتطورة في مناهجهم ومساعيهم البحثية، والذي سيمكنهم من دفع عجلة التطور العلمي والمعرفي إلى الأمام، وإلهام الإبداع، وإنتاج الخريجين المجهزين لمواجهة تحديات العصر الرقمي. ونحثهم على الاستثمار في أحدث تقنيات البنية التحتية الرقمية، وإنشاء مراكز بحثية متخصصة في الابتكار الرقمي، وتعزيز التعاون مع شركاء الصناعة والسوق لسد الفجوة بين الأوساط الأكاديمية والصناعة. ويجب علينا معًا إنشاء نظام وبيئة لتشجيع وتعزيز تبادل الأفكار والابتكار وتعزيز التعلم مدى الحياة. إنه من خلال رعاية ثقافة التحول الرقمي في مؤسساتنا التعليمية، يمكننا إطلاق العنان للإمكانات الكاملة لرأس مالنا البشري ووضع فلسطين كرائدة إقليمية في الابتكار الرقمي وخلق المعرفة.

 

الأخوات والإخوة، الحضور الكرام،

إننا مقف على مفترق طرق حاسم عندما يتعلق الأمر بالتحول الرقمي، فهذه الثورة التكنولوجية تشكل فرصة هائلة للتقدم والنمو في مجالات مختلفة. ومن أجل استثمار هذه الفرصة بشكل أمثل، يجب أن نتكاتف جميعاً كجهات ذات علاقة. إن تحقيق التحول الرقمي الناجح يتطلب تعاوناً وتنسيقاً فعالاً بين القطاع الخاص والقطاع العام والمؤسسات الأهلية وجميع مكونات المجتمع.

لقد أصبحت التكنولوجيا الرقمية أداة حاسمة في تعزيز الابتكار وتعزيز الإنتاجية وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين. ومن أجل الاستفادة الكاملة من هذه التكنولوجيا، يجب أن يكون لدينا بيئة تعاونية وشراكات قوية بين جميع الجهات ذات العلاقة.

ومن هنا، فإننا نتمنى على القطاع الخاص أن يتبنى أدواراً قيادية في توجيه الاستثمارات وتطوير الحلول الرقمية المبتكرة وتوفير التمويل والتكنولوجيا والخبرة الفنية المطلوبة لدعم استراتيجيات التحول الرقمي. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون للقطاع الخاص دور نشط في تقديم التدريب والتطوير المهني للعاملين لضمان اكتسابهم المهارات اللازمة للعصر الرقمي.

وفي المقابل، فإنني أدعو الجهات الحكومية والرسمية لبذل جهوداً لإنشاء السياسات والإطارات التنظيمية اللازمة لتشجيع وتمكين التحول الرقمي. فيما ينبغي أن تعزز الحكومة وتزيد من الاستثمارات في البنية التحتية الرقمية وتعزيز التوجيهات والمبادرات المتعلقة بالتحول الرقمي.

وبالطبع، يجب أن يشارك المجتمع المحلي والمؤسسات الأهلية في هذا الجهد المشترك، لأن تمكين المجتمع المحلي للمشاركة الفعالة في عملية التحول الرقمي سيعزز التنمية المستدامة ويعمق الشمول الاجتماعي.

في النهاية، إن استراتيجيات التحول الرقمي لا تتحقق بفعالية إلا بالتعاون والتكاتف بين جميع مكونات المجتمع والقطاعات المختلفة. ولذلك وجب علينا القيام بدورنا جميعاً ونعمل معا ويدا بيد لبناء مجتمع رقمي مزدهر يستفيد من الفرص ويواجه التحديات في هذا العصر الرقمي المليء بالإمكانات.

 

الأخوات والإخوة، الحضور الكرام،

في الختام، أود أن أعرب عن امتناني العميق للجامعة العربية الأمريكية لتفانيهم وتخطيطهم الدقيق في تنظيم هذا المؤتمر الرائع. إن الرؤى المشتركة والمعرفة المتبادلة داخل هذه الجدران ستدفعنا بلا شك إلى الأمام على مسارنا المشترك للتحول الرقمي. وبينما نتنقل في هذه الرحلة التحويلية، دعونا نبقى ثابتين في التزامنا ببناء دولة فلسطين المرنة والشاملة في العصر الرقمي. معًا، سوف نستغل قوة التقنيات الرقمية لتشكيل مستقبل أمتنا، وتمكين مواطنينا، وخلق مجتمع مزدهر ومستدام.

شكرا لكم على جهودكم، وليكن هذا المؤتمر بمثابة منارة للإلهام والتعاون لنا جميعا.